كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا مطولًا مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون استمر على مدى 3 ساعات و15 دقيقة، بحضور وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو فقط.
يبدو أن الاجتماع يتمتع بأهمية كبيرة على صعيد مستقبل العلاقات بين البلدين. فالاجتماع، الذي من المحتمل أن يتكرر الحديث عنه بكثرة مستقبلًا، يعكس رغبة أردوغان في منح فرصة أخيرة للولايات المتحدة من أجل الحيلولة دون انقطاع العلاقات تمامًا بين البلدين.
فالعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في غاية التوتر. والحديث يدور في هذه الأيام عن احتمال وقوع مواجهة مباشرة أو اشتباك أو اقتتال بين الجيشين التركي والأمريكي في منبج.
وتخصيص أردوغان ثلاثة ساعات و15 دقيقة للاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي، رغم أن هذا الأخير ليس نظيره، يشير بشكل كافٍ إلى مدى جدية وخطورة الأمر.
لم تكن تركيا جدية إلى هذا الحد في التعامل مع العلاقات الأمريكية من قبل. ويحاول أردوغان عدم الإقدام على خطوات من شأنها قطع العلاقات تمامًا مع الولايات المتحدة، قبل استنفاذ كافة السبل الدبلوماسية، ودون ترك شكوك بأن تركيا أقدمت على خطوة متعجلة.
كما يمكن للجميع أن يرى، فقد جرت زيارة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة إلى تركيا في جو بغاية الجدية. هذا الجو الذي انعكس من خلال لقاء أردوغان- تيلرسون يبدو أنه يشير إلى المرحلة الأخيرة قبل انفصام العلاقات التركية الأمريكية.
سنرى إلى أي منحى ستنحو العلاقات بين البلدين عندما يعود وزير الخارجية الأمريكي إلى بلاده. وسندرك ما إذا كانت رسائل أردوغان بخصوص الموقف الأمريكي من عفرين ومنبج قد وصلت إلى واشنطن أم لا.
سلكت أنقرة حتى اليوم طريقًا صحيحًا من خلال اللجوء إلى جميع السبل الدبلوماسية والإصرار على طرق كافة الأبواب حتى آخر لحظة. فإما أن تفضل الولايات المتحدة التعاون مع تنظيم إرهابي أو مع تركيا، ولا حل وسط.
الخطوط الحمراء التركية، وما لا تتهاون أنقرة فيه في غاية الوضوح: لا تراجع ولا تنازلات في القضايا المتعلقة بوجود وأمن البلد، في حين أن القضايا الأخرى تبقى قابلة للتفاوض والمساومة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس