ترك برس
كشفت وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول"، عن وجود مساومات على قدم وساق وجهود رامية للتعاون بين نظام الأسد وتنظيم "ب ي د/ي ب ك" بشان منطقة عفرين السورية، وذلك بالتزامن مع تواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في يناير/كانون الثاني الماضي، في منطقة عفرين، بهدف القضاء على من وصفتهم بإرهابيي "ب ي د/ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" المصنف إرهابياً.
ونقلت الأناضول عن مصادر محلية لها في المنطقة، أن النظام السوري وميليشيات تنظيم "ب ي د/ بي كي كي" الإرهابي كثفا من مساوماتهما الرامية للتعاون في منطقة عفرين، عقب تضييق الجيشان التركي والسوري الحر الخناق على التنظيم الإرهابي في إطار عملية غصن الزيتون، خاصة بعد تمكّن الجيشان التركي والسوري الحر من إحكام السيطرة على 70 نقطة في محيط مدينة عفرين من كل من الجهات الشمالية، والغربية، والشمالية الغربية، والجنوبية الغربية، والشرقية، ما دفع التنظيم الإرهابي لطلب الدعم من قوات النظام السوري.
وذكر تقرير الأناضول، أن قناة الميادين المعروفة بقربها من حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، ادّعت الأسبوع الماضي، أن تنظيم "ب ي د/ بي كي كي" بدأ بمباحثات مع نظام الأسد لتسليمه مدينة عفرين.
هذا وقد اجتمع "ب ي د/ بي كي كي" والنظام السوري بوساطة روسية في بلدة "شهبا" شمالي حلب، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق قطعي في هذا الإطار، وفقاً لما نقلته الأناضول من مصادر محلية لها في المنطقة.
وبحسب التقرير فقد اشترط النظام السوري على ميليشيات "ب ي د/ بي كي كي" تركها السلاح وتسليمها المدينة، لكن التنظيم الإرهابي لم يقبل بهذا الشرط، فيما أعلن ما يُدعى بمسؤول "ب ي د" في عفرين، أن التنظيم لن يرفض التعاون مع الأطراف التي تود المساعدة ضد الجيش التركي، في حين لم يدلِ النظام السوري أي تصريحات بشأن المباحثات.
من جهة أخرى، صرّح ما يُدعى بمسؤول الهيئة الدفاعية في مقاطعة الجزيرة، ريزان كلو، لقناة "كردستان 24"، أن التنظيم يجري مباحثات مع النظام السوري لحماية حدود عفرين، مضيفاً أن الطرفان لم يتوصلا إلى اتفاق بسبب اشتراط نظام الأسد على التنظيم تسليم أسلحته.
وأضافت الأناضول أن النظام السوري قدم الدعم لتنظيم "ب ي د/ بي كي كي" الإرهابي خلال اشتباكاته مع الجيش التركي والسوري الحرفي غربي منطقة الباب خلال عملية درع الفرات (بين أغسطس / آب 2016 ومارس / آذار 2017)، كما حشد النظام قواته غربي منبج على حدود عملية درع الفرات، وذلك رداً على احتمال اطلاق تركيا عملية ضد التنظيم في منبج.
وبحسب مصادر محلية وصفتها الأناضول بالموثوقة، فإن تنظيم "ب ي د" رفض ترك السلاح والتخلي عن إدارة عفرين للنظام السوري، ونتيجة لذلك بدأ الجانبان بالتباحث بطريقة تعاون شبيهة بتلك التي طبقاها في منبج، إلى أن أعلن النظام السوري بعد ظهر اليوم أنه سيرسل قواته إلى عفرين، وذلك انطلاقا من احتمال تنفيذ نموذج منبج في عفرين.
وحول العلاقة بين نظام الأسد وتنظيم "بي كي كي" الإرهابي، يقول التقرير، أن تواجد التنظيم المذكور في سوريا بدأ عام 1979، مع فرار زعيم التنظيم "عبد الله أوجلان" إليها، حيث أدار منها التنظيم لمدة 19 عاما، وخلال هذه الفترة عقد أوجلان العديد من المؤتمرات في معسكرات التنظيم بسوريا، جرى خلالها تحديد هيكلية التنظيم وخطط العمليات الإرهابية ضد تركيا.
وأجرى التنظيم مؤتمره الأول في سوريا عام 1981، في حين عقد الثاني في العام التالي بالعاصمة دمشق بإشراف ودعم من رأس النظام السوري السابق حافظ الأسد، اتخذ خلاله قرار التسلح ضد تركيا.
وعلى خلفية التوتر بين تركيا والأسد الأب بسبب ملف ولاية هاطاي وأزمة المياه، قدم رأس النظام السوري السابق الدعم لتنظيم "بي كي كي" لإنشاء معسكرات شمالي سوريا، بهدف استغلال التنظيم ضد تركيا. واتخذ "بي كي كي" اسم "ب ي د" في سوريا، وتم تنصيب عضو المخابرات السورية "مروان زكي" رئيسا له، بينما كان صالح مسلم يشغل منصب المسؤول عن المكتب السياسي للحزب في ذلك الوقت.
وبعد شهرين من فرار أوجلان من سوريا، وبتعليمات من النظام السوري، أعلن "ب ي د" عن انطلاق الحزب بشكل رسمي بتاريخ 12 أكتوبر/ تشرين ثان عام 1998.
وعقب طرد أوجلان خارج الأراضي السورية، بموجب اتفاقية أضنة عام 1998 بين تركيا وسوريا، شهدت العلاقة بين النظام السوري و"بي كي كي" بعض التجديد، إلى أن تم تأسيس هياكل مسلحة وإدارية شمالي سوريا من قبل "بي كي كي" وذراعه السوري "ب ي د"، في خطوة يعتبرها التقرير نتيجة الفوضى وفراغ السلطة في بعض مناطق سوريا، ونتيجة الحرب الداخلية هناك ودعم النظام السوري للتنظيم المذكور.
هذا وتتواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها أنقرة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي في منطقة عفرين السورية للقضاء على من وصفتهم بإرهابيي "ب ي د/ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي، وإعادة الأمن والاستقرار على حدودها وفي المنطقة. حيث تمت السيطرة إلى الآن على أكثر 70 نقطة وتم تحييد أكثر من 1640 عنصراً من ميليشيات "ب ي د/ي ب ك"، وفق إحصائيات الأركان التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!