ترك برس
تباينت مواقف الإعلاميين والسياسيين في الجزائر حيال الزيارة الرسمية التي بدأها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بلادهم، يوم الإثنين، ضمن جولة إفريقية تستغرق 5 أيام، وتشمل أيضًا موريتانيا والسنغال ومالي.
وبينما يرى محللون أن السجال حول زيارات قادة دول بعينها، ليس جديدا بالنسبة للمؤيدين والمعارضين بالجزائر، يؤكّد آخرون وجود أنصار كثر للرئيس أردوغان، وكذلك أعداء كثر بحسب التوجهات الأيديولوجية والسياسية.
الكاتب والروائي الجزائري المثير للجدل، كمال داوود، هاجم الرئيس التركي، بمقال نشره الاثنين، بجريدة "يومية وهران" الصادرة بالغرب الجزائري، باللغة الفرنسية، قائلا: "إنه غير مرحب به لما ارتكبه من سجن المناضلين"، حسب تعبيره.
من جانبه علق رئيس حركة مجتمع السلم المعارضة عبد الرزاق مقري على المنتقدين للزيارة، ونشر على حسابه في موقع "فيسبوك"، قائلا: "مكرة (نكاية) في الممسوخين.. مرحبا بك أردوغان"، وفق صحيفة "عربي21" الإلكترونية.
كما انتقد الإعلامي الجزائري البارز، قادة بن عمار، الكاتب كمال داوُود لموقفه من الزيارة، وقال في صفحته على "فيسبوك": "كمال داوود يصنف كل عبد ربي كما يشاء وفي الوقت الذي يشاء.. هذا "وهابي" وهذا "بعثي" والآخر "ظلامي" والرابع "داعشي".
واستدرك بن عمار: "لكن لو جربت يوما وتساءلت عن سرّ علاقته بفرنسا، يتهمك بالتحريض على قتله.. ويرفع ضدك قضية !حرية التعبير على طريقة كمال داوود".
المحلل السياسي، حسان زهار، رأى أنه "ليس جديدا السجال في الجزائر بين المؤيدين والمُعترضين في مناسبات تخص زيارات قادة دول بعينها مثل فرنسا أو تركيا أو حتى السعودية وقطر، نظرا لخصوصيات هذه الدول وامتداداتها في الجزائر".
ويقول زهار، "لكن اللافت أن ما بات يسمى بالجاليات الفرنسية أو التركية أو السعودية، وغيرها من الجزائريين المتحمسين أو المعترضين على هذا أو ذاك، تتسم بالحدة المفرطة، إلى درجة التخوين أحيانا، في وقت تكون فيه قضايا وطنية أكثر أهمية في الصف الثاني أو الثالث من اهتمامات هؤلاء المواطنين".
ويلفت زهار إلى أنه "من الطبيعي أن الإعلام الجزائري منخرط بشكل كبير في هذه الحالة، بشكل بعيد كل البعد عن الموضوعية، فأعداء تركيا مثلا اليوم في الجزائر، يتناسون جرائم فرنسا الاستعمارية طوال قرن وربع القرن ويركزون على ادعاءات واهية حول اضطهاد الأكراد مثلا وهكذا يمكن قياس كل الحملات التي تحركها الأيديولوجية".
أما المحلل السياسي محمد سيدمو فيرى أن "الرئيس أردوغان بطبيعته شخصية سجالية مثيرة للجدل يتجاوز تأثيرها حدود الأراضي التركية، بفعل ارتباط اسمه بالإسلام السياسي والصراع في سوريا وغيرها من القضايا الإقليمية بالإضافة إلى قصة نجاح بلاده الاقتصادية".
ويرى سيدمو أن "للرجل أنصارا كثرًا وأيضا أعداء كثرا بحسب التوجهات الأيديولوجية والسياسية التي تحكم الآراء والاتجاهات في العالم العربي والإسلامي"، مشيرا إلى أن "الجزائريين باعتبارهم جزءا من هذا الفضاء لا يشذون عن هذه الرؤية المتضاربة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!