ترك برس

في الوقت الذي تواصل فيه قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات إيرانية حملتها العسكرية العنيفة على الغوطة رغم قرار مجلس الأمن الأخير، واصلت إيران حملتها الإعلامية ضد عملية غصن الزيتون التي يشنها الجيش التركي حيث دعا مركز دراسات تابع لوزارة الخارجية الإيرانية إلى فرض عقوبات على تركيا بما في ذلك حظر توريد السلاح "بسبب انتهاكها القانون الدولي"، على حد زعمه.

وقال تقرير لمركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية إن "الحكومة التركية تجاهلت قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما، من قبل جميع الأطراف"، واصفا الموقف التركي من القرار بأنه يمثل "سوء تفسير متعمد."

وأضاف التقرير الذي حرره المحلل كافي أفراسيابي أن مشكلة الموقف التركي أن "أيا من التنظيمين الكرديين اللذين يستهدفهما الجيش التركي في الوقت الحاضر، أي حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي لا يعدهما مجلس الأمن جماعتين إرهابيتين."

واعتبر التقرير أن هجوم تركيا على عفرين بات الآن وشيكا، بمساعدة من الجيش السوري الحر، "وهو من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين"، على حد زعمه.

وقال التقرير إنه "ينبغي فرض عقوبات دولية على تركيا بما في ذلك حظر توريد السلاح إليها إذا استمرت تركيا في تجاهل دعوة المجتمع الدولي إلى تعليق هجماتها على الأكراد السوريين."

وتُعلن الحكومة التركية أن عملية غصن الزيتون تهدف إلى تطهير منطقة عفرين والقرى المحيطة بها من تنظيمات تصفها بالإرهابية، مثل تنظيم "داعش" وتنظيم "ب ي د" المرتبط بتنظيم "بي كي كي" المدرج على لائحة الإرهاب في كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

واتهم التقرير الولايات المتحدة والحكومات الغربية بالتغاضي عما أسمته "الاحتلال التركي العسكري غير المشروع لجزء من الأراضي السورية واستخفافها التام بمجلس الأمن مع التركيز بدلا من ذلك على الوضع في الغوطة الشرقية، حيث تقوم جماعات إرهابية بقصف دمشق يوميا"، على حد زعمه.

ويتطابق الموقف الإيراني الرافض لاستمرار عملية غصن الزيتون مع الموقف الأمريكي الأخير، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، أول من أمس الثلاثاء إن عفرين مشمولة بوقف إطلاق النار الذي أقره قرار مجلس الأمن.

ورد الناطق باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، على بيان الخارجية الأمريكية حول وجوب قراءة تركيا نص قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة في سوريا بشكل جيد، بأنها لا تستند إلى أي أساس، وهي محاولة لتحريف محور ذلك القرار.

وأضاف أقصوي أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت لم تستطع إدراك السبب الموجب الذي دفع مجلس الأمن إلى إتخاذ قرار وقف إطلاق النار في سوريا، أو أنها تحاول تحريف الغاية الأساسية للقرار.

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ اليوم الخميس، إنّ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر، لن يؤثر على عملية "غصن الزيتون" التركية، لأنها غير مشمولة فيه وفق تقديرات أنقرة.

وعلق بوزداغ في تصريح للصحفيين بالعاصمة أنقرة، على التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بقوله: "قراءتنا واضحة للقرار، ويبدو أن المتحدثين الأمريكيين هم الذين لا يقرؤون جيدا، وسيكون مفيدا لو أعادوا قراءته".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!