ترك برس
ناقش خبراء ومحللون، أبعاد التوتر بين تركيا وفرنسا بسبب تباين المواقف من التعامل مع ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) في الشمال السوري.
جاء ذلك خلال برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة، حول أسباب تنامي الاهتمام الفرنسي بـ"YPG" ووما تسمى "قوات سوريا الديمقراطي"ة في هذا التوقيت.
وتطرق برنامج "ما وراء الخبر" أيضًا إلى أسباب تصاعدت حدة الخطاب التركي تجاه فرنسا رغم نفيها القيام بأي عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري.
وكان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، قد حذر فرنسا من التدخل لدعم ميليشيات "YPG" في شمال سوريا، وأوضح أن عملا من هذا القبيل سيكون مغامرة ومنافيا للقانون الدولي.
وكانت "YPG" قد أكدت عزم فرنسا إرسال قوات جديدة إلى منطقة منبج، إلا أن باريس نفت عزمها تنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
ردود الفعل التركية على عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التوسط بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية خلال استقباله وفدا يمثل تنظيمات تصنفها تركيا إرهابية، أكدت أن الشراكة في عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا تنفي تباين المصالح ولا التشكك في النيات.
وقد وصلت حدة رد الفعل الصادر عن أنقرة إلى حد التلويح بالتعامل مع كل من يتعاون مع من وصفوا بالإرهابيين ضد تركيا معاملة "الإرهابيين".
وجاء هذا رغم نفي فرنسا تنفيذ عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
بشأن هذا الموضوع، يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون "برهان كور أوغلو" إن المسؤولين في فرنسا وكل العالم يعلمون أن تركيا تحارب منظمة إرهابية مدعومة من قبل بعض الدول العظمى، على رأسها الولايات المتحدة، وهذه المنظمة قامت بعمليات إرهابية داخل الأراضي التركية قتل فيها مئات الأشخاص.
وأضاف أن هناك علاقة بين قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب من جهة وحزب العمال الكردستاني (PKK) من جهة أخرى، فهما منظمة واحدة.
وتابع: لذلك كل ما يقوم به حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب شيء واحد، ولذلك تركيا تحارب هذه المنظمة داخل تركيا وخارجها.
وأكد برهان كور أن تركيا لا تفرق بين تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني فكلاهما منظمتان إرهابيتان وتحاربان تركيا.
في المقابل، أكد رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا إيمانويل دوبوي أن الاجتماع الذي حصل في قصر الإليزيه بباريس كان مخططا له منذ سبتمبر/أيلول 2015 بين قوات سوريا الديمقراطية وعدد من الدول، وكان ضمن جهود محاربة تنظيم الدولة.
وأضاف أن بيان الإليزيه أكد أن فرنسا تتمنى اقتراح وساطة بين القوات الكردية (في إشارة إلى YPG) والتركية في إطار الهجوم الذي تقوم به تركيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وبشأن دور فرنسا في سوريا في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها في سوريا -كما قال الرئيس دونالد ترمب- قال دوبوي إن انسحاب القوات الأميركية من سوريا ليس مؤكدا.
كما أن الأزمة السورية تواجه إستراتيجية وعصرا جديدا، وسيكون هناك اجتماع بين الرؤساء التركي والإيراني والروسي في إطار الاستعدادات لعملية المصالحة الوطنية.
وتوقّع رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا أنه إذا غادرت القوات الأميركية سوريا فإن القوات الفرنسية ستنسحب أيضا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!