ترك برس
رأى العميد ركن خليل الطائي أن التحركات العسكرية التركية الأخيرة في شمال العراق بعد تحرير مدينة عفرين السورية تهدف إلى تشتيت جهد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، عن طريق فتح جبهات متعددة في سوريا والعراق، مما سيؤدي لإشغال ساحة التنظيم العراقية عن الساحة السورية، وإيقاف التعزيزات المرسلة من العراق إلى عفرين لإسناد قوات سوريا الديمقراطية.
وقال مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير للشؤون العسكرية والأمنية، إن تركيا تسعى لتصفير ملف بي كي كي الذي شكل قلقا دائما ومستمرا للقيادة التركية وتأمين حدودها بالقضاء على هذه المليشيات التي طالما شكلت الخنجر الأمني في الخاصرة التركية.
ولفت الخبير العسكري في حوار مع موقع رصد الإخباري، إلى أن تركيا تحاول الاستفادة من تداخل الملفات العسكرية في سوريا والعراق وتعدد الأطراف المتحكمة بهذا الملف مما يوفر لتركيا اختيار أفضل العروض لتنفيذ غايتها، ومن هنا بدأت القوات التركية بالزحف من شمال شرق العراق لتحييد وعزل تلك المناطق عن سنجار.
.ورأى الطائي أن التلويح بعملية عسكرية في سنجار في هذا التوقيت هو غاية إعلامية أكثر من كونها ميدانية؛ لأن معركة سنجار العسكرية يجب أن تسبقها معركة سياسية، فمنطقة سنجار وإن تواجد فيها بي كي كي فهو بموافقة حكومة بغداد التي يدعمها أغلب الأطراف الفاعلة بخلاف نظام بشار الذي تختلف فيه الأطراف.
وأشار إلى أن عملية سنجار ترتبط بموافقة حكومة بغداد أو رفضها للعملية العسكرية التركية، لافتا إلى أن السلطة العراقية لا تزال أسيرة للقرارات الإيرانية.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد قال في وقت سابق إن أنقرة وبغداد ستنفذان عملية عسكرية مشتركة ضد مسلحي بي كي كي في شمال العراق في أيار/ مايو المقبل.
وأضاف الطائي أن إيران قد ترى أن معركة سنجار ستخدمها ليس حبا بتركيا، ولكن كرها في بي كي كي؛ فأكراد إيران يراقبون ما يحدث في سوريا والعراق ومن خلاله يبنون رؤيتهم وتحركهم المستقبلي.
كيف تختلف سنجار عن عفرين
ووفقا للخبير العسكري العراقي فإن هناك طريقين أمام أنقرة في أزمة سنجار: أولهما إذا ما وافقت بغداد على العملية العسكرية، وعندها ستكون المعركة أسهل من عفرين لعدة أسباب أبرزها أن عفرين كانت تسيطر عليها قوات من نوع واحد وهي وحدات حماية الشعب "ي ب ك" - التابعة لبي كي كي الذي تصفه أنقرة بالإرهابي - بشكل كامل ولديها فيها مقرات وتحصينات وامتدادات جغرافية وقوات وأسلحة كثيرة تؤهلها لإدامة المعركة لفترة أكبر من سنجار التي يتواجد فيها بي كي كي، الذي سيجد نفسه وحيدا دون مساعدة مليشيا الحشد الشعبي والأيزيديين والعرب المتواجدين بالقرب منه، بالإضافة إلى أن اللاعبين الدوليين في سوريا أكثر مما في العراق.
أما في حالة رفض الحكومة العراقية فسيصعب ذلك قرار أنقرة خوض المعركة وذلك لسببين أولهما: تواجد مليشيا الحشد بالقرب من سنجار ووصول تعزيزات من الجيش العراقي أخيرا إلى تلك المناطق، ثانيا: أن القوات التركية البرية سيتعين عليها قطع مسافة كبيرة للوصول إلى سنجار ضمن الجغرافية العراقية قادمة من تركيا ما سيعرضها لهجمات متعددة ومتنوعة ومن ثم تكون خسائرها كبيرة ولن تستطيع إحراز النصر وتحقيق غايتها.
وأوضح أن أنقرة لن تقدم على عملية سنجار العسكرية دون موافقة حكومة بغداد؛ حيث إن سنجار وإن تواجد فيها بي كي كي لكنها تابعة لسلطة بغداد المدعومة من قبل أمريكا وروسيا وإيران بخلاف عفرين التي كان يتواجد فيها قوات مدعومة أميركيا فقط ونحن نعرف بأن أميركا تحركها المصالح وهذا ما دفع ثمنه أكراد سوريا كما دفعت الثمن قبلهم إدارة إقليم شمال العراق في كركوك سابقا.
ورأى الخبير العسكري أن معركة سنجار تعتبر مؤجلة ميدانيا لحين إنهاء ملف بي كي كي والفصائل المتحالفة معه في منبج والقامشلي وعين العرب، لتصل القوات التركية إلى الحدود العراقية ومن ثم تكون مهمتها في سنجار أسهل بكثير حتى وإن لم تحصل على موافقة بغداد، ولذلك فإن التحديات التي تواجه تركيا بوضعها العسكري الحالي في سنجار هي سياسية أكثر من كونها ميدانية عسكرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!