ترك برس
علق المحلل العسكري التشيكي، مارتن كولر، على رضوخ حلف الناتو لقرار تركيا شراء صواريخ إس-400 من روسيا، بأن أنقرة أصبحت قوة إقليمية يمكنها أن تضع مصالحها فوق استراتيجيات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتطلعاتها.
وأضاف المحلل التشيكي في حديث مع وكالة سبوتنيك الروسية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد بيد قوية، رئيس قوي لا يقبل أن يكون بيدقا في يد أحد، أو أن يخدم مصالح دول أخرى.
وتراجعت واشنطن وحلف الناتو عن التهديدات التي أطلقوها تجاه تركيا التي تحذرها من تبعات محتملة لقرارها شراء منظومة أس-400 للدفاع الجوي من روسيا. فبعد أن حذر الجنرال بيتر بافل، رئيس لجنة حلف الناتو للشؤون العسكرية، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنقرة من أن شراء هذه الصواريخ سيحرمها من إمكانية الاندماج في منظومة الحلف الموحدة للدفاع الجوي، عاد وغير نبرته في الأسبوع الماضي وقال في مقابلة مع موقع "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" إن الحلف لا يملك خيارا سوى قبول قرار تركيا.
وقال كولر: "إن تركيا شريك مهم للغاية لحلف شمال الأطلسي، لأنها تمكن الحلف من توجيه ضربة إلى روسيا من الجنوب. وهذه حقيقة لا جدال فيها، وإلا فإن هذا البلد المسلم لم يكن ليصبح عضوا في الناتو، لأن تركيا في النهاية غريبة عن الحلف، من حيث موقعها الجغرافي وتكوينها الوطني".
وأوضح كولر أن حلف الناتو تاريخيا مصمم لحماية أمن منطقة الأطلنطي والجزء الشمالي الغربي من أوروبا من كتلة حلف وارسو التي انتهت من الوجود قبل خمسة وعشرين عاما.
وأشار كولر إلى أنه يمكن افتراض أن الروس منذ أن قرروا بيع هذا النظام إلى بلد عضو في حلف شمال الأطلسي، قد طوروا بالفعل أسلحة أكثر تقدما.
واعتبر المحلل العسكري أن قرار أنقرة شراء صواريخ أس-400 بدلا من منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية باتريوت منطقى تماما. وقال: "وفقا للخبراء، فإن أس-400 هو نظام دفاع صاروخي أكثر فعالية من باتريوت، ومن الواضح أن الأمريكيين لا يريدون أن يقدموا لتركيا نسخة حديثة من صواريخ سام".
ولفت كولر إلى أنه حتى قبل 20-25 عاما، كانت أنظمة الصواريخ الروسية (أس-300) أكثر فعالية من صواريخ باتريوت التي يستخدمها الناتو، واستمر تطوير الأنظمة الروسية على الرغم من أنه في تسعينيات القرن الماضي، سمح بعض الجنرالات والسياسيين الروس غير المسؤولين ببيع نظامي أس-300 وأس-350 الروسيين إلى دول عضو في الناتو، وسقطت بعدها في أيدي وكالات الاستخبارات الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!