ترك برس
ما هي القوة؟ سؤال يبدأ به إعلان ترويجي عن دخول تركيا مرحلة إنتاج الطاقة من محطة نووية. يجيب الإعلان ذاته أن القوة هي في تشكيل الغد.
والغد هنا إذ يتشكل بتعاون تركي روسي، كما يقول الجانبان، فإن الاتفاق حوله ليس محصورا في محطة نووية فقط، وفق تقرير لشبكة "الجزيرة".
وتناول اللقاء الذي جمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، في العاصمة أنقرة، ملفات من العيار الثقيل، شملت أيضا خط الغاز الروسي عبر تركيا وتطورات الأزمة السورية.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي: "ناقشنا العديد من الموضوعات على رأسها زيادة تعاوننا في مجال الصناعات العسكرية، وبحثنا بناءا على طلب الرئيس أردوغان تسريع تسليم منظومة صواريخ إس 400 والضغوط الخارجية على الصفقة لن تؤثر فينا".
https://www.youtube.com/watch?v=8o6f82tCpS0
من جانبه قال أردوغان: "صفقة منظومة صواريخ إس 400 أمر يخص تركيا، هذه الاتفاقية أبرمت بعد توافق مع روسيا، والآن انتهى النقاش حولها.. عملية التصنيع مستمرة، وتسريع التسليم سينعكس على شكل تعزيز لأواصر الصداقة التي تربطنا بروسيا".
ويأتي هذا التطور المتصاعد في علاقة أنقرة بموسكو على حساب علاقة أنقرة المتوترة بالولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية.
فتُركيا القوية في حلف الأطلسي أدخلت لدفاعاتِها الجوية منظومة صواريخ روسية متطورة وهي تزيد وبالتعاون مع روسيا من نقاط المراقبة في الشمال السوري.
الخبير والمحلل السياسي التركي "جان أجون"، يرى أن "ما يتسبب في تقوية العلاقات التركية الروسية هو التباعد التركي الأوروبي والتوتر مع الولايات المتحدة من جهة ومحاولة موسكو تأسيس محور في المنطقة من جهة أخرى".
ويقول أجون، خلال حديث مع شبكة الجزيرة، إن "ما تقوم به تركيا هو المحافظة على سياسة متزنة تنظر لصالحها بين جميع القوى".
ويفرض الاقتصاد نفسه في علاقة كهذه، فتركيا نجحت في التحول إلى جهة تستقطب الاستثمارات والسياح الروس، وباتت روسيا المزودة الرئيسية للأتراك بالغاز الطبيعي، وعبرهم ستصدّره إلى الأسواق الأوروبية.
كل ذلك من شأنه أن يجعل أنقرة وموسكو متفقتان حاليا، خصوصا وأن خطوط مصالِحهما تلتقي في مناطق أقل ما يقال عن بعضها إنها مشتعلة. ويهدف الأتراك والروس من خلال الزيارة إلى تمكين الشراكة بينهم على أساس المصالح المتبادلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!