ترك برس
أعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، عن أهداف تسعى واشنطن لتحقيقها قبل سحب قواتها المسلحة من الأراضي السورية، وذلك على خلفية الضربة الثلاثية التي شنّتها مع بريطانيا وفرنسا، ضد مواقع النظام السوري ردًا على استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقالت هيلي: "هدفنا أن تعود القوات الأميركية للوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا كل الأمور هناك ما فعلناه هو التحدث مع حلفائنا وإِبلاغهم بأن عليهم أن يقوموا بالمزيد".
وأضافت: "هذا أمر طبيعي لكن يجب أن نكون واضحين جدا إذا غادرنا، وتوقيت المغادرة سيكون عندما نتأكد أن كل الأمور تسير على ما يرام".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد صرح في 29 مارس / آذار الماضي، أنه مع انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، فإن استمرار وجود العسكريين الأمريكيين في سوريا يصبح بلا جدوى، وأن بلاده ستغادر سوريا "قريبا جدا".
الولايات المتحدة، عمدت إلى دعم وتسليح ميليشيات ما يُسمى بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وجناحه المسلح "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في الشمال السوري، رغم تحذيرات تركيا وتأكيدها على أن هذه الميليشيات تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قائمة الإرهاب لدى العديد من الدول.
الأهداف الأميركية ظلت لسنوات الصراع السوري غير واضحة المعالم عدا عن هدف دحر تنظيم الدولة (داعش) وهو ما حصل، لكنه تشعب الآن إلى هدفين آخرين حسب تصريحات السفيرة هيلي، وهما ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيميائية، فضلا عن وجود نقطة مراقبة لمتابعة ما تقوم به إيران، وفق تقرير أعدّته قناة الجزيرة القطرية.
لكن ما الذي تغير في الموقف الأميركي بعد أن كان الانسحاب من النزاعات في الخارج والالتفات إلى بناء الولايات المتحدة من أولويات الرئيس ترمب كما قال في تصريحات معلنة؟ وهل يعني هذا الموقف بأن الولايات المتحدة رسمت إستراتيجية طويلة الأمد للوجود في سوريا؟
قد تكون الإجابة عن تلك التطورات في ظل تصريحات ترامب المتلاحقة والتي عبر في آخرها عن قبول البقاء في سوريا مقابل دفع السعودية لتكلفة وجود قواتها.
تقول تقارير إن تعداد القوات الأميركية في سوريا يصل إلى ألفي جندي يتركز انتشارهم في منطقة المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي عند معبر التنف الحدودي.
كما تنتشر في المنطقة الممتدة من المبروك شمال غربي الحسكة إلى منبج وتوجد أيضا في مطار مدينة رميلان النفطية وفي قاعدة تقع جنوب مدينة عين العرب كوباني وفي مدينة تل أبيض.
ربط الوجود الأميركي في سوريا مع وجود القوات الإيرانية ومع ما قالت واشنطن إنه تقويض لقُدرات الأسد الكيميائية، يفتح الباب لتكهنات عن إستراتيجية طويلة الأمد للولايات المتحدة بدأت تكتمل ملامحها في سوريا، خاصة وأن هناك دولا أخذت على عاتقها دفع التكلفة التي طلبها ترمب.
وجود يجادل كثير بأنه لن يكون لمواجهة إيران في سوريا أو روسيا كما يطرح البعض وإنما لمصالح أميركية خاصة وحساباتها الإستراتيجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!