ترك برس
يتوقع خبراء ومحللون أتراك تحسّن أداء الاقتصاد التركي وقيمة العملة المحلية بعد بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد إلى 24 حزيران/ يونيو القادم، والتي كان مقررًا إجراؤها أواخر 2019.
المحلل التركي، يوسف كاتب أوغلو، يرى أنه حينما سرت شائعة تقديم الانتخابات، تراجع سعر صرف الليرة التركية قليلاً، جراء ما تم تناقله عن رفض حزب العدالة والتنمية تقديم الانتخابات..
ولكن ما إن أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان التوافق على الانتخابات المبكرة، الأربعاء، حتى تحسنت الليرة مقابل الدولار واليورو، وفق ما نقلت صحيفة "العربي الجديد".
وحول أسباب تحسن سعر الصرف وارتفاع سعر الأسهم ببورصة إسطنبول عقب الإعلان، يضيف كاتب أوغلو أن هناك أسبابا مباشرة أهمها زيادة ثقة السوق والشعب التركي بالاقتصاد..
إضافة إلى أن "أعداء تركيا لن يستطيعوا تدبير المكائد نظرا لضيق الوقت، خصوصاً أن الانتخابات بعد نحو شهرين، يتخللها شهر رمضان والأعياد.
وقال إن "النظام الرئاسي الذي ستتحول إليه البلاد، سيلغي البيروقراطية ويسرّع بتنفيذ القرارات والمشاريع ورؤية الدولة لعام 2023، ما يعني ببساطة غياب التناقضات، إن في البرلمان أو الحكومة، ما يؤمن عامل الثقة للمستثمر الخارجي".
وتوقع الخبير التركي أن تأتي حكومة تكنوقراط تهتم بتنفيذ المشاريع الكبرى.
وحول ما يمكن أن يتخذه المصرف المركزي من قرارات تصب في صالح الليرة التركية خلال اجتماعه المرتقب 25 أبريل/ نيسان الجاري، لا يتوقع كاتب أوغلو أن "يتخذ المركزي قرارات مفصلية، كتعديل أسعار الفائدة أو التدخل المباشر بالأسواق، لأن المتعارف عليه، وما ستفعله الحكومة التركية، هو تسخير فترة الانتخابات لصالح الشعب وعدم اتخاذ أي قرارات يمكن أن تنعكس سلباً على معيشته، بل على العكس، ربما نرى دعماً ومحافظة على مستوى معيشة الأتراك".
بدوره، يقول الاقتصادي التركي خليل أوزون، إن "لم يكن هناك أي مبرر اقتصادي لتراجع سعر صرف الليرة نحو 7% خلال ثلاثة أشهر، خصوصاً أن قيمة الصادرات التركية وصلت إلى 157 مليار دولار، وهي الأعلى بتاريخ الدولة..،
كما أن الإقبال السياحي عند مستويات مرتفعة، وتستهدف تركيا 40 مليون سائح بعائدات تقدر بنحو 30 مليار دولار في السنة الجارية، ونسبة النمو هي الأعلى على مستوى العالم. كل ما في الأمر، أن أسبابا سياسية، داخلية وخارجية، أثرت على سعر الصرف ووضعت الليرة في سلسلة التراجع".
ويضيف "بعد اتخاذ قرار الانتخابات المبكرة، زالت معظم الشكوك لدى الشارع، كما سيتملك الخوف أي مضارب أو محتكر للعملات الأجنبية"، ما أدى إلى تعاف طفيف، متوقعاً "استمراره ليصل الدولار لنحو 3.8 ليرات خلال الانتخابات".
ولم يتوقع الاقتصادي التركي أن يتدخل المصرف المركزي، كأن يضخ بالسوق كتلا دولارية من احتياطاته الكبيرة التي تصل إلى 120 مليار دولار، أو يتخذ قرارات بشأن سعر الفائدة، لافتاً إلى أنه بعد الانتخابات لن نرى أسعار فائدة مرتفعة وسنرى اقتصاداً أكثر نشاطا وأسرع لجهة تنفيذ المشاريع الكبرى".
ولفت أوزون إلى أن "موسم السياحة قد بدأ بتركيا، والتوقعات تشير لجذب أكثر من 40 مليون سائح خلال السنة، ما يعني زيادة عرض عملات أجنبية وزيادة الطلب على الليرة، وهو عامل إضافي لتحسن سعر صرف الليرة سنلمسه قريباً".
وأشار إلى أن تراجع سعر صرف الليرة قد يكون من أهم الأسباب التي دفعت الأحزاب لتقديم الانتخابات، بهدف قطع الطريق على ما كان يحضّره المتربصون لتركيا، داخلياً وخارجياً.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الأربعاء الماضي إنه "نتيجة للعمليات العسكرية التي نخوضها في سوريا والأحداث التاريخية التي تشهدها منطقتنا، بات من الضروري لتركيا تجاوز حالة الغموض في أسرع وقت ممكن".
من جهته، قال متحدث الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن الإعلان عن موعد الانتخابات المبكرة، أنهى الغموض المتعلق بالمستقبل كاملًا، وأفشل جميع المؤامرات والمكائد والسيناريوهات التي تُحاك ضد تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!