ترك برس
رأى خبراء ومحللون روس أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل الضغط على تركيا، وأنها تسعى إلى الإيقاع بين أنقرة وموسكو.
جاء ذلك في مقال للكاتبة "أولغا شيرونكوفا"، في صحيفة "غازيتا رو" الروسية، حول الأسباب التي تجعل دول الغرب تشكك في العلاقات الروسية التركية، والضغوط التي تمارسها لفصل أنقرة عن موسكو.
وأشار المقال إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تؤكّد "فصل" موسكو عن أنقرة بعد أن دعمت تركيا الهجوم الصاروخي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سوريا، بحسب وكالة "RT" الروسية.
وشهدت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة أزمة خطيرة لبعض الوقت. وقد عزا السفير الروسي السابق في اليمن وليبيا وتونس، بنيامين بوبوف، ذلك إلى حقيقة أن الولايات المتحدة معتادة على إجبار الدول الأخرى على الانصياع لمصالحها.
ومن الصعب تخلي واشنطن عن هيمنتها هذه. ووفقا لبوبوف، ستواصل الولايات المتحدة الضغط على تركيا.
تحاول الولايات المتحدة الآن إبطال الاتفاقات بين أنقرة وموسكو. فقد حذرت واشنطن السلطات التركية بالفعل من أنها في حال شرائها أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز إس-400 من روسيا، فإن تركيا تخاطر بالتعرض لعقوبات.
وفي الصدد، يشير خبير مركز كارنيغي في موسكو، أليكسي مالاشينكو، إلى أن أنقرة ستحاول الاستفادة من موقعها الحالي إلى أقصى درجة، دون إفساد علاقاتها مع الولايات المتحدة، إذا أمكن.
وقال مالاشينكو: "الأتراك يلعبون لعبتهم، لديهم علاقات جيدة مع روسيا، اقتصاديا وسياسيا، لكنهم في النهاية يسترشدون بمصالحهم الخاصة.. ومن المستبعد أن تصعّد تركيا التوتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة".
بدوره، يلاحظ مدير البرنامج السياسي بمركز دراسة تركيا المعاصرة، يوري مافاشيف، أن أنقرة مهتمة أيضًا بإظهار استقلالها عن واشنطن. فـ"من المهم الآن أن تحفظ تركيا ماء وجهها وتظهر أنها لا تتلقى أي تعليمات من واشنطن. المهمة معقدة نوعًا ما".
إلى ذلك، فإن قادة تركيا لديهم فرص للحفاظ على نفوذ سياسي في الشرق الأوسط، ومع العمليات العسكرية التي أجريت بنجاح ضد الأكراد السوريين، يكسب أردوغان نقاطا سياسية في عيون الشعب التركي يحتاجها في السباق الانتخابي القادم.
ويختم السفير السابق بوبوف، بالقول: "ينبغي النظر إلى المستقبل. الشعوب تريد سياسة أكثر استقلالية، وسيغدو ذلك الآن أكثر فأكثر وضوحا في كل المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط ".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!