ترك برس
خلص تقرير حديث لوحدة دراسة السياسات في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، إلى إمكانية تفكّك التحالف القائم بين تركيا وروسيا وإيران، بسبب التحولات السياسية والعسكرية الجارية على الأرض السورية.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من المصالح التي تربط روسيا وتركيا وإيران في سورية، فلا يمكن اعتبار تحالفها منجزًا، كما أنّ التحولات السياسية والعسكرية الجارية على الأرض السورية، فضلًا عن المستجدات التي تظهر من وقت إلى آخر، يمكن أن تعيد ترتيب العلاقات السياسية بين أطراف التحالف أو تقود إلى تفكيكه.
ورأى أن الخلافات البينية حول تقاسم مناطق النفوذ هي العامل الداخلي الذي قد يزعزع التحالف الثلاثي، فيما قد يعمل الضغط الخارجي للحلف الغربي على إضعافه.
واعتبر أن سلسلة مؤتمرات أستانا عزّزت من قوة التحالف الثلاثي، ومكّنته من السيطرة النسبية على مجريات الصراع العسكري بإنشاء مناطق خفض التصعيد. ومن خلال هذا التحالف، استبدلت روسيا التعاون والتنسيق المتعثرين مع الولايات المتحدة بالتنسيق مع شريكَتيها، إيران وتركيا.
في هذه الأثناء، كانت العلاقات التركية – الأميركية تمر بالكثير من المطبات، وأهمها اعتماد الأميركيين على قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، العدو الأول لتركيا، في الحرب على (داعش) منذ معركة عين العرب (كوباني) 2014.
وبالنسبة إلى إيران، ثمة تاريخ من العلاقات السيئة للجمهورية الإسلامية مع أميركا، على الرغم من الهدنة الموقّتة بين الدولتين بعد توقيع الاتفاق النووي مع دول الغرب عام 2015، بحسب التقرير.
رافق ظهور التحالف الروسي – التركي – الإيراني إعادة اصطفاف إقليمية خفَّفت من حدّة الصبغة المذهبية، السنية – الشيعية، للصراع في سورية، وخاصة بعد تعرُّض التنسيق بين دول الخليج، الذي كان يطّلع به مجلس التعاون الخليجي، إلى ضربة كبيرة بعد الأزمة الخليجية.
يشعر الروس أنهم مضطرون إلى تقديم الكثير من التنازلات للأتراك لقاء استمرار تحالفهما في وجه النفوذ الأميركي، ويلعب الأتراك، من جهتِهم، هذه الورقة ببراعة، فلاهم مستعدون للانفكاك عن حلف الأطلسي ولا هم ذاهبون باتجاه حلف سياسي متين مع روسيا، ويفضلون أن يبقى الاقتصاد الرابطة الأكثر ثباتًا في هذه المرحلة على الأقل.
أما العلاقة التركية – الإيرانية، فتضمنُها المصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى، على رأسها تصدير النفط والغاز الإيرانيين إلى تركيا.
في الوقت الذي تبدو فيه الروابط السياسية لدول التحالف الثلاثي هشةً، تقوم الدول الثلاث بتمتين العلاقات الاقتصادية بينها على المستويات كافة، ومنها الاتفاقيات الاستراتيجية المتعلقة بالطاقة النووية والنفط والغاز، فضلًا عن النشاط التجاري والسياحي.
فربما يساعد تمتين الروابط الاقتصادية في ترميم الخلافات السياسية وتخفيف حدة التناقضات البينية وترجيح احتمال حلها عن طريق التفاهم والتفاوض. مع ذلك، لا شيء يبدو ثابتًا في الرمال المتحركة للعلاقات الدولية والإقليمية في سورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!