سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس
ذكرني الجدل الدائر على موقع تويتر حول وسمي "تمام" و"دوام" بفترة أحداث منتزه "غيزي". في الواقع، لا يتختلف الأمران عن بعضهما أبدًا. فمن اعتقدوا أنهم سيطيحون بالحكومة عن طريق تويتر يسعون الآن لتغيير الحكم عبر التغريدات.
اعتمدوا على تأثير الثلاثة ملايين تغريدة التي نشروها إلى درجة أنهم اعتقدوا أن مراسم التنازل عن منصب رئاسة الجمهورية ستجري عبر تويتر.
لا تلتفوا إلى قولي ثلاثة ملايين تغريدة، فقد اتضح أن 250 ألف منها فقط نشرت من تركيا، أما ما تبقى فمن الخارج. هناك تغريدات من البرازيل وإفريقيا وبريطانيا وأمريكا وحتى من ميكرونيزيا!
لا أهتم لهذه الناحية.
أستخدم تويتر منذ سنين. وأعلم جيدًا أن الشريحة المحافظة أو المتدينة في تركيا لا تحبه ولا تستخدمه. إذا دخل تويتر من لا يعرف تركيا سيظن أن حزب الشعب الجمهوري أو حزب الشعوب الديمقراطي أو حتى تنظيم غولن هو الحزب الحاكم. فهم يتمتعون بقوة كبيرة على هذه المنصة.
لا أحمل عمليات توجيه الرأي في الموقع المذكور على محمل الجد، لأنني رأيت مرات عديدة أن تويتر لا يعكس التوجه العام في الأناضول.
ولأنني نظرت إلى حملة "تمام" و"دوام" من هذا المنظور لم أكترث لها كثيرًا. لكن هناك أمر آخر أوليه أهمية كبيرة.
ألقيت نظرة على من نشروا التغريدات فإذا بي أجد:
تمل قره ملا أوغلو، محرم إينجة، مرال أقشنر، صلاح الدين دميرطاش، كمال قلجدار أوغلو وحزب الشعوب الديمقراطي..
ربما تقولون "ماذا في ذلك؟"، ومعكم كل الحق.
لكن تعالوا لننظر إلى تتمة القائمة.
ذوي المناصب العالية في تنظيم غولن.. أنصار تنظيم "بي كي كي".. ساسة أوروبيون لا علاقة لهم بتركيا لكنهم يعادونها.. أعضاء سابقون فصلهم أردوغان من حزب العدالة والتنمية.
المشكلة هنا!
إذا كان تمل قره ملا أوغلو ومحرم إينجة ومرال أقشنر يتحدثون بلغة هؤلاء ويسعون لتحقيق أهدافهم، فهناك مشكلة.
لا أقول هذا من أجل أردوغان أو حزبه وإنما من أجل المعارضة:
يمكنكم أن تتبعوا أي سياسة ضد أردوغان، لا يحق لأحد الاعتراض عليكم. لكن إذا اعتمدتم على "بي كي كي" وتنظيم غولن والساسة الأوروبيين المعادين لتركيا في هجومكم، فإن ذلك يشير إلى أنكم تجاوزتم الخط الأحمر الفاصل بين المعارضة والخيانة.
وهذا لا ينفعكم وإنما يصب في صالح أردوغان.
عندما قال أردوغان إنه سينسحب إذا قال الشعب كفى، لم يقصد الإرهابيين الذين تعتمدون على دعمهم، وإنما المواطنين المخلصين المستعدين للتضحية بأنفسهم فداء لهذا البلد، والذين لم يسمحوا بالمساس بأردوغان في ثلاث محاولات انقلابية.
إذا كنتم تظنون الشعب سيتخلى عن أردوغان الآن، فهذا يعني أنكم فقدتم رشدكم..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس