سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس
لست محنكًا كالخبراء في السياسة الدولية، لكني لست أعمى كذلك.. أعلم إلى أين ستأخذنا التطورات الحالية، لأنني أعرف قواعد لعبة البلياردو..
لا تقولوا ما علاقة هذا بذاك! فالأمران مرتبطان تمامًا..
سأخبركم كيف..
أنتم من يقرر كيف ستصطدم الكرة التي تضربونها بعصى البيلاردو بالكرة الثانية، لكن المهم ليس الكرة الثانية وإنما الثالثة.
توجهون الضربة كي تصطدم كرتكم أولًا بالكرة الثانية أولًا، ثم بالكرة الثالثة. إذا نجحتم تسجلون نقطة، وإن فشلتم تنتقل الحملة إلى منافسكم.
عندما قال أردوغان "سندخل إلى كل من شرق الفرات ومنبج" نفذ ضربة كالتي ذكرتها أعلاه. استهدف الكرة الثانية أي وحدات حماية الشعب، ثم الكرة الثالثة وهي الولايات المتحدة.
عندما رأت واشنطن أن الكرة تتجه نحوها أخذت تتراجع عن مواقفها. قطعت أولًا دعمها للسعودية في اليمن، ثم أعلنت أن مسلمي أراكان يتعرضون للإبادة، وهي قضية محورية بالنسبة لتركيا.
بعد ذلك أقرت بأن ولي العهد السعودي هو المسؤول عن جريمة قتل جمال خاشقجي. وأخيرًا أعلنت أن من الممكن تسليم غولن لتركيا، وأن هناك عمليات أمنية ضد عناصر تنظيمه.
كانت غايتها خفض التوتر مع تركيا، لكن عندما رأت أن تحركاتها لم تؤتِ ثمارها، لجأت للتهديد المبطن، وما لم تستطع قوله لتركيا وجهته إلى الجيش السوري الحر، فحذرته من الاشتباك معها إذا دخل شرق الفرات.
ولما لم يجدِ هذا التهديد نفعًا، وصلت واشنطن إلى النقطة التي نريدها. فأعلن ترامب وبعده البنتاغون أن مهمة القوات الأمريكية في سوريا انتهت، وأنها بدأت بالانسحاب.
هل ستنسحب الولايات المتحدة؟ سوف تماطل قليلًا، لكنها مجبرة على الانسحاب، إن لم يكن الآن فبعد أشهر. لا يمكنها فتح جبهة ساخنة مع تركيا، فالشعب الأمريكي بدأ يتساءل عن سبب وجود جيشه في سوريا، ولا يمكن لأحد تبرير مقتل جنود أمريكيين هناك.
لا أهمية للتصريحات الأمريكية عن استمرار التحالف ضد تنظيم داعش. لم يعد التنظيم ولا عناصره موجودون في المنطقة.
خلاصة الكلام..
قدمت الولايات المتحدة أطنانًا من الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب، التي ستستخدمها الآن ضدنا، طبعًا إن لم يلذ عناصرها بالفرار من أمامنا.
لكن لا تقلقوا، هذه العملية سوف تكون أسهل من درع الفرات وغصن الزيتون.
هل تعلمون ما الأروع في هذا الأمر؟
أمريكا رفضت بيعنا السلاح حتى الأمس على الرغم من دفعنا ثمنه، لكننا سنحصل على جميع الأسلحة التي قدمتها لوحدات حماية الشعب.. وبالمجان!!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس