سليمان أوز اشق – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
عبر تويتر، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البداية تركيا، وقال: "في حال ضربهم الأكراد سوف ندمر تركيا من الناحية الاقتصادية".
في اليوم التالي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصاله الهاتفي مع ترامب أن بلاده لن تتراجع عن عملية شرق الفرات.
مرة أخرى عاد إلى تويتر، ونشر تغريدة كأنه ليس الرجل الذي أطلق التهديدات قبل يوم واحد. قال: "تحدثت مع الرئيس التركي أردوغان. تناولنا تطوير العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وتركيا، وفي الحقيقة هناك إمكانية كبيرة من أجل تطويرها".
هذا الرجل غريب الأطوار حقًّا، تصريحاته متناقضة، ويدير الولايات المتحدة وكأنها دولة قبائل.
من جهة يقول إن بلاده ستنسحب من سوريا، ومن جهة أخرى يعلن أنها ستنشئ منطقة عازلة. ولا أحد يسأل كيف ستقيم منطقة عازلة بعد الانسحاب.
الرجل يتفوه بالترهات ونحن نضطر للرد عليه. من بين الذين ردوا على ترامب، وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو.
قال جاوش أوغلو: "لا نتساهل مع أي تهديد. من جهة هناك المصاعب الاقتصادية، ومن جهة أخرى التهديدات الإرهابية. إذا سألتم هذا الشعب سيجيبكم بأنه سيفعل ما يلزم من أجل القضاء على التهديد الذي يواجهه".
في الحقيقة، هذا السؤال الذي تجب الإجابة عليه من قبل من هم بيننا إلا أنهم لا يقفون إلى بجانبنا ويتباكون قائلين: "واأسفاه، الأزمة الاقتصادية قادمة. سيرتفع الدولار من جديد، ونتضرر كثيرًا".
سأحدثكم بكل بساطة:
عادت البلدان الهمجية ذات المظهر المتمدن إلى منطقتنا، بعد مئة عام. عادت لكي تغير مرة أخرى الحدود التي رسمتها قبل قرن من الزمن.
يريدون تأسيس دولة إرهابية تكون جارة قريبة من حدودنا، تشغل تركيا بأعمال إرهابية جديدة وفظيعة على مدى الأعوام المئة القادمة، وتسعى إلى اقتناص جزء من أراضيها.
والآن أسألكم:
برأيكم ماذا على تركيا أن تفعل؟
هل تنحني أمام التهديد الدولي الذي سيجعلها في حال أسوأ من العراق وليبيا وسوريا؟
هل تسمح لبي كي كي ووحدات حماية الشعب أن تؤسس دولة على حدودنا؟
هل تركع أمام الإرهاب والإرهابيين فقط لأن رئيسًا أمريكيًّا غريب الأطوار هددها؟
والآن اجيبوا دون لف أو دوران أو مواربة أو اعتراض.
هل نكون تركيا التي تصرفت بإباء على الرغم من حظر السلاح الذي فرضته الولايات المتحدة عليها عقب الحملة العسكرية على قبرص؟
أم نكون بلدًا خانعًا خشية العقوبات التي ستفرضها علينا الولايات المتحدة؟
الانقضاض على الإرهابيين كسوط غاضب، أم الرضى بجوارهم كي لا يرتفع سعر الدولار؟
لا تلجؤوا إلى الأعذار الواهية من قبيل "الحرب مشكلة صحية للإنسان". نحن لا ندعوكم إلى الحرب، فهي قادمة شئتم أم أبيتم. إن لم تتحركوا ستأتي الحرب إلى وطنكم وداركم.
لهذا اجيبوا، أيهما تفضلون؟
سحق رأس الأفعى وهي في جحرها، أم القول "لتحيا الأفعى ما لم تلدغني"؟
أسألكم بشكل مباشر أكثر:
الوطن أم الدولار؟
أيهما تفضلون؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس