إسماعيل جمال - القدس العربي
إسطنبول ـ «القدس العربي»: رغم انتهاء أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت في إسطنبول، الجمعة، إلا أن ارتداداتها ما زالت تتواصل بقوة لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والتي اهتمت بحضور ملك الأردن عبد الله الثاني وأشقائه الأربعة القمة، في الوقت الذي انشغلت فيه «الوحدات الإلكترونية السعودية» بإعلان الحرب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رداً على تحذيره من مستقبل غامض لمكة في حال فشل المسلمون في الدفاع عن القدس.
واُعتبر الملك عبد الله الثاني أبرز الحضور في قمة التعاون الإسلامي التي انعقدت بدعوة من أردوغان في إسطنبول، لا سيما بما حملته هذه المشاركة من أبعاد سياسية في ظل ضعف تمثيل دول السعودية والإمارات ومصر، وحضور أميري قطر والكويت.
لكن المشاركة الأردنية في القمة أخذت زخماً آخر مع الكشف عن اصطحاب الملك عبد الله لأشقائه الأربعة، حيث أظهرت إحدى الصور وجود الأمراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم أبناء الحسين إلى جانب الملك عبد الله في أروقة القمة الإسلامية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، جرى نشر الصورة التي جمعت الملك عبد الله وأشقائه بإسطنبول على نطاق واسع، حيث لاقت ترحيباً كبيراً من قبل المغردين الأردنيين الذين رأوا فيها موقفاً رسمياً واضحاً تجاه محاولات تغيير وضع القدس والانتقاص من «الوصاية الهاشمية».
وكتب أحد المغردين: «حضور الملك ومعه أربعة من أشقائه لقمة القدس هي رسالة واضحة من البيت الهاشمي أنهم لن يفرطوا في القدس مهما كانت ضغوط ترامب فتعسا للمتخاذلين والمنافقين»، وكتب آخر: «مشاركة الملك وأشقائه أقوى رد على من يحاولون تجاهل مكانة المملكة التاريخية في القدس».
وعلى الجانب الآخر، أغضبت المشاركة الأردنية الرفيعة في القمة الإسلامية المغردين السعوديين الذين اعتبروها «خطوة داعمة لتركيا» و«خروجاً على المسار السعودي» على حد تعبيرهم، ووضع مغردون صورة تجمع أردوغان والملك عبد الله إلى جانب أميري الكويت وقطر بجانب صورة أخرى انتشرت خلال الساعات الماضية لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد إلى جانب ملك البحرين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وجاء في البيان الختامي للقمة: «نؤكد دعم الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي أكد عليها الاتفاق الموقع بين جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، بتاريخ 31 مارس2013، وعلى دعم ومؤازرة دور إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية في الحفاظ على الحرم القدسي والذود عنه».
وشنت الوحدات الإلكترونية السعودية هجوماً غير مسبوق على تركيا والرئيس أردوغان على خلفية تصريحاته في القمة الإسلامية، لا سيما تحذيره من «مستقبل غامض» لمكة في حال عدم القدرة عن الدفاع عن القدس، وقوله «إذا لم نستطيع الدفاع عن القدس لن نستطيع الدفاع عن مكة».
وكتب أردوغان على تويتر أيضاً: «القدس ليست مجرد مدينة، إنما هي رمز وامتحان وقبلة. وإذا لم نتمكن من حماية قبلتنا الأولى فلن نستطيع التطلع لمستقبل قبلتنا الثانية في أمان. والعالم الإسلامي قد فشل في اختبار القدس»، وهي التغريدة التي اعتبرها السعوديون موجهة ضد بلادهم، ودفعتهم لتكريس هجومهم على حساب الرئيس التركي باللغة العربية على تويتر الذي تعرض لهجمة غير مسبوقة من المغردين السعوديين.
واعتبر مغردو السعودية هذه التصريحات بمثابة إساءة للمملكة، وتحت هاشتاغ «أردوغان يسيء للسعودية» انتشرت عشرات آلاف التغريدات التي تهجمت بشكل غير مسبوق على أردوغان وسط اتهامات عشوائية بعدائه للسعودية وتعاونه مع إيران والإخوان ضد المملكة.
وشمل الهجوم شتائم على أردوغان، واتهامات لأنقرة بالتعاون مع إسرائيل و«المتاجرة بالقضية الفلسطينية»، ودعوات لمقاطعة البضائع التركية والتوقف عن السياحة إلى تركيا، وعودة التحذيرات من «الخطر التركي» و«خطر أردوغان» وغيرها من الاتهامات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس