ترك برس
لعب الخطاطون الأتراك في العصر العثماني دورا كبيرا في تطوير الخط العربي ووصوله إلى قمة الجمال والإبداع وأسسوا أيضا مدارس عديدة لتعليم هذا الفن حتى إن مدينة إسطنبول أصبحت قبلة لعشاق الخط العربي في العالم.
بعض هذه المدارس لا تزال متمسكة بالطرق التقليدية في التعليم وبعضها بدأ الآن يتبع طرقا قد تعتبر ثورية وخارجة عن المألوف، وفق ما أوردته "الجزيرة نت"، في برنامجها "مراسلو الجزيرة" الذي زار إسطنبول وكشف عن مقولة قديمة ظل الأتراك يرددونها ويعتزون بها عبر السنين وهي: نزل القرآن الكريم في مكة وقرئ في مصر وكتب في إسطنبول، وذلك لكونهم أبدعوا خلال القرون الماضية أشكالا وأنماطا جديدة من الخط العربي تنبض بالجمال والحياة.
وأشهر خطاطي الخط العربي في العالم الإسلامي ما زالوا من الأتراك. وقد زار البرنامج حسن شلبي أستاذ الخط العربي الذي يلقب باسم رئيس الخطاطين في العالم الإسلامي فهو من خط بيده سورتي الملك والجمعة على جدران المسجد النبوي الشريف، وهو صاحب الكتابات التي تزين مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام.
ويقول شلبي إن علاقة الأتراك بالخط العربي مسألة عقدية حيث إن حبهم للخط مرتبط بحبهم للإسلام. وبمساعدة طلابه المقربين ما زال هذا الشيخ الثمانيني يعلم الخط العربي بالطريقة التقليدية المتوارثة منذ مئات السنين دون أي مقابل مادي، وليس على الطالب إلا أن يثبت مقدرته على الصبر وحبه لهذا الفن، فمن بين أكثر من 500 طالب درسهم شلبي لم يحصل سوى 100 طالب على إجازته في فن الخط العربي كما يقول.
ويضيف أنه يبدأ مع الطالب التعليم بعبارة "ربي يسر ولا تعسر، ربي تمم بالخير" ولكي أمنح إجازة في الخط فقد يستغرق ذلك أكثر من سبع سنوات.
كما التقى البرنامج الخطاط الجزائري عبد الحميد جومبي الذي أجازه أستاذه شلبي قبل عشرين عاما ولكنه لم يعد إلى بلاده الجزائر، وبقي في إسطنبول التي يصفها بأنها قبلة الخطاطين وعاصمتهم.
ويقول جومبي إن الخطاطين العثمانيين القدماء استحدثوا وطوروا خطوطا جديدة منها خط الطغراء الذي استنبط منه شعار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!