ترك برس
تضمنت القائمة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، العديد من المفاجآت التي فاقت التوقعات، من حيث طبيعة الأسماء، فضلا عن استبعاد أسماء كان من المتوقع وجودها. مما أثار تساؤلات حول المعايير التي اتبعها الحزب في اختيار مرشحيه الجدد للبرلمان.
ولعب الرئيس التركي، زعيم العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، وبعض مسؤولي الكوادر في الحزب، دوراً موجهاً في تحديد أسماء القائمة الانتخابية.
وكشفت صحيفة "صباح" التركية، أن أردوغان طلب تعهداً خطياً من المرشحين الجدد، حول التزامهم ببعض المبادئ التي يحددها الحزب.
جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة، يتضمن إجابات أردوغان عن أسئلة الصحفيين إبان عودته من البوسنة والهرسك، حول القوائم الانتخابية ومعايير اختيار الحزب مرشحيه، إضافة إلى مستجدات إقليمية ودولية أخرى، وفقاً لما نقلته "عربي 21".
ووفقاً للصحيفة فإن أردوغان، ذكر أنّ المعايير التي تم اتباعها خلال تحديد قائمة الحزب الانتخابية، تستند بالأساس على الكفاءة والأهلية، ومبادئ الحزب البرلمانية، مضيفاً أنّ كل شخص لم يلتزم بمبادئ حزبه البرلمانية، غاب اسمه عن قائمة الحزب للانتخابات المبكرة. وفي ذلك إشارة خاصة للأفراد الذين لم يراعوا الحساسية اللازمة لموضوع الالتزام بالدوام.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أردوغان حصل على تعهد خطي من جميع الأسماء التي تضمنتها القائمة، يقضي بالالتزام بالدوام 3 أيام في أنقرة حيث مقر البرلمان، و3 أيام خارج أنقرة، وتحديدا في مكاتبهم البرلمانية، كل في مدينته ومنطقته. كما تعهدوا بالعمل على أداء واجباتهم خلال وجودهم في مكاتبهم بشكل دقيق، على أن يسلموا رئاسة الحزب تقريرا أسبوعيا بالأنشطة والأعمال التي قاموا بها.
وأوردت الصحيفة رد أردوغان حول الأخبار التي انتشرت مؤخرا، والمتعلقة بأنّ مسؤولين أمريكيين تواصلوا مع مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرّم إنجه، وتباحثوا معه موضوع إعادة زعيم تنظيم "غولن" الإرهابي إلى تركيا. وقد أبدى أردوغان استغرابه من هذه الأخبار متسائلا عن السبب الذي سيدفع الأمريكيين للتواصل مع إنجه، معتبرا هذه المعلومات مجرد أكاذيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان أشاد بقرارات منظمة التعاون الإسلامي فيما يتعلق بمعضلة بالقدس. كما أكد الرئيس التركي على ضرورة تنفيذ هذه التوصيات، محيلا إلى أن تركيا ستعيد النظر في علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع انعقادها الشهر المقبل.
وفي رد على سؤال الصحيفة حول إمكانية تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الأحداث التي استجدت في غزة، قال أردوغان إن منظمة التعاون الإسلامية اتخذت هذا القرار، وطالبت أيضا بنشر قوات حفظ السلام كما هو الحال في كوسوفو والبوسنة والهرسك. وأضاف أردوغان أن مثل هذه القوات ستساهم في حماية الفلسطينيين وردع الإسرائيليين.
وأشادت الصحيفة بموقف أردوغان الذي يصدح به دوما حول حقيقة أنّ "العالم أكبر من خمسة دول". وفي هذا الصدد، أفاد أردوغان بأنّ هذا المبدأ لم يؤثر بالدول دائمة العضوية، أما الدول الأخرى التي تؤمن بهذه الحقيقة، فقد أبت أن تتخذ أي خطوات حيال الأمر بهدف تغيير الوضع القائم.
وأكّد أردوغان على سعيه الدؤوب بعد انتخابات 24 حزيران/ يونيو للتأكيد على هذا الموضوع والعمل عليه، من خلال استخدام وسائل الإعلام المحلية والعالمية لشرح هذا المفهوم. وقد ضمن أردوغان أفكاره في كتاب خاص به، اعتاد على تقديمه هدية للضيوف الذين يأتون لزيارته. كما أعرب الرئيس التركي عن آماله في أن يكون للجمعية العامة للأمم المتحدة دور في هذا السياق.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن أردوغان نفى وجود أي مساعدات إنسانية أو تنموية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في شمال غرب سوريا، حتى يقوموا بقطع هذه المساعدات كما صرّح ترامب مؤخرا. واعتبر أردوغان أن المساعدات الأمريكية تتمثل في إرسال السلاح للتنظيمات الإرهابية شمالي سوريا. في السياق ذاته، شدد أردوغان بأنّ تركيا تعمل بالتنسيق مع روسيا في منطقة عفرين وما حولها.
هذا ويتجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع في 24 يونيو/حزيران المقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!