ترك برس
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن الأكراد سيلقنون "حزب الشعوب الديمقراطي" المعارض الدرس اللازم في الانتخابات المقبلة.
وشدد الرئيس التركي في تصريحات خلال مقابلة تلفزيونية محلية مساء الجمعة، على أنه كرئيس يمثل الشعب التركي بأكمله بمن فيهم الأكراد.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التركية يتساءل المراقبون والمحللون لمن سيصوت أكراد تركيا؟
يرى الكاتب التركي إسماعيل ياشا في مقال له، أن الناخبين ذوي الأصول الكردية، مثل الناخبين ذوي الأصول التركية، ينقسمون إلى تيارات فكرية وسياسية. فمنهم قوميون ويساريون، ومنهم ليبراليون وديمقراطيون وإسلاميون. وإن كان حزب الشعوب الديمقراطي يحل في الانتخابات في معظم الولايات ذات الأغلبية الكردية في المرتبة الأولى، فإن نسب الأصوات التي تحصل عليها الأحزاب الأخرى من أصوات الناخبين ذوي الأصول الكردية ليست قليلة. وهناك نواب وسياسيون أكراد ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، وغيرهما.
ويشير الكاتب أيضا إلى وجود دعم جديد لأردوغان ولحزب العدالة والتنمية من الناخبين الأكراد، حيث أعلن حزب الدعوة الحرة (معظم أنصاره من الأكراد المتدينين) دعمه لرئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، مرشح حزب العدالة والتنمية للانتخابات الرئاسية.
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي باكير أتاجان، لـ"عربي21"، أن المعتاد أن تذهب أصوات 60% من الأكراد لصالح مرشح حزب الشعوب الديمقراطي دميرطاش، و40% لصالح أردوغان في الولايات الكردية. إلا أن الحسم العسكري الأخير قد يضيف 10% من الأصوات لصالح أردوغان، فترفع النسبة إلى 50% لكليهما.
وفي حالة الإعادة قد يفقد أردوغان 20% من أصوات الأكراد، لتقل نسبته إلى 30% من إجمالي الأصوات الكردية، حيث إن نسبة كبيرة منهم قد تتقاعس عن الذهاب للتصويت في الإعادة، حيث لا يوجد مرشح لهم، حسب أتاجان. وبالنسبة للانتخابات البرلمانية، فالصوت الكردي مشتت لا يمكن احتسابه في أي اتجاه.
وأما القيادي الكردي الشيخ صالح تورغوت، رئيس جمعية الرها للإغاثة في ولاية أورفا شرقي تركيا، فيؤكد أن أصوات الأكراد لن تتوجه إلى مرشح حزب الشعوب الديمقراطي، "بعد أن اكتشفوا أنه كذب عليهم في الانتخابات الماضية، حيث أوهمهم أنه سوف يحقق مصالحهم ويتعاون مع الحكومة لمزيد من الخدمات، لكنهم فوجئوا بأنهم حولوا مدنهم وقراهم إلى ساحة اقتتال، وحفروا الخنادق، ووضعوا الحواجز".
وأضاف تورغوت لـ"عربي21"، أن الأكراد اليوم أصبحوا "يتمتعون بحرية كبيرة بعد نجاح الجيش التركي في تطهير مناطقهم من حزب العمال الكردستاني، الذي كان يجبرهم على انتخاب مرشحي حزب “hdp” ورئيسه دميرطاش بالقوة، ما يعني أن دميرطاش لن يحصل على أكثر من 5% في هذه الانتخابات، بينما سيحصد أردوغان غالبية أصواتهم".
من جهته، توقع رجل الأعمال التركي علاء الدين شنكولر، أن يرجح الصوت الكردي كفة أردوغان كما حدث في الاستفتاء الأخير، وأن تذهب غالبية أصوات الأكراد لصالح الاستقرار والتنمية الاقتصادية والخدمات التي ظهرت على يد حكومة العدالة والتنمية.
وأضاف شنكولر لـ"عربي21" أن تحالف أردوغان سيجذب أصوات المترددين؛ نتيجة توافر أجواء الحرية والتوعية السياسية للناخبين الأكراد، والتي لم تكن متوفرة من قبل، كما أن من المتوقع تراجع التصويت وفق الحسابات القومية الكردية.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب جماهيري في ولاية "ديار بكر" جنوب شرقي تركيا، يوم الأحد الفائت، من المساس بحقوق الأكراد مؤكدا أن دولة الأكراد هي الجمهورية التركية.
وأضاف أردوغان قائلا: "لا تحاولوا البحث عن دولة للأكراد، لأن دولتهم هي الجمهورية التركية"، مبيناً أن اللغة التركية ستبقى اللغة الرسمية للبلاد وقيمتها لا تختلف عن قيمة اللغة الكردية.
وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 يونيو/ حزيران الجاري، يتنافس فيها كل من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، و"محرم إنجة" (عن حزب الشعب الجمهوري)، وصلاح الدين دميرطاش (عن حزب الشعوب الديمقراطي)، و"تَمَل قَره مُلا أوغلو" (عن حزب السعادة)، و"دوغو برينجك" (عن حزب الوطن)، ومرال أقشنر (عن الحزب الجيد).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!