ترك برس
أشارت تقارير صحفية إلى امتعاض الروس من التفاهمات الأخيرة التي توصلت إليها تركيا مع الولايات المتحدة بشأن منطقة منبج شمالي سوريا والتي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" (YPG) الإنفصالية بدعم أمريكي.
وقالت صحيفة "القدس العربي"، في تقرير، إن روسيا ما زالت ترسل الرسائل تباعاً بشكل غير مباشر لتركيا امتعاضاً من تقاربها الأخير مع واشنطن والذي أنتج خارطة طريق منبج وتسيير دوريات مشتركة في بعض المناطق المحيطة بها في الشمال السوري.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات روسية تفيد بأن "موسكو تنظر للتحركات التركية شمالي سوريا على أنها غير شرعية في ظل غياب التنسيق مع الحكومة السورية"، ولم تستبعد موسكو نتيجة لذلك "حدوث عمليات عسكرية من القوات الحكومية أو القوات الرديفة لها ضد الوجود التركي في شمالي سوريا".
التفاهم الأمريكي – التركي الأخير ودخول منبج في سكة التفاهم جعل روسيا تتوجس من خروجها عن المعادلة في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، خاصة مع ازدياد المصالح المشتركة التركية – الأمريكية إذ أصبحت الأخيرة هي النافذة في المنطقة.
كما أن هذه التصريحات برأي الكثيرين، هي غير واقعية، فموسكو ليست بصدد أن تتدخل في هذه المنطقة وهي لا تريد بأي شكل من الاشكال خسارة الحليف التركي لها وسط ظروف تسليمها صواريخ إس 400 التي اشترتها من روسيا.
الخبير في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم قال ان التصريحات الروسية لم تأت بجديد ولم تخرج عن الرؤية الروسية للأوضاع السورية، فتوقيت تكرار هذه التصريحات بالتزامن مع توصل أنقرة لاتفاق مع واشنطن قد يكون في إطار تذكير تركيا بما سبق وجاء من موسكو على ضرورة التنسيق مع دمشق لكل من يريد التحرك داخل الأراضي السورية من جهة.
ومن جهة أخرى قد يكون الهدف إبعاد الانظار عن جبهة الجنوب التي تتميز عن كل الأراضي السورية بوجود العامل الإسرائيلي الذي لا يمكن لأحد أن يتجاوزه في قرار الحرب أو السلم، بحسب الحاج جاسم.
وأضاف الخبير "إلا أنه في جميع الأحوال التفاهمات الروسية – التركية في سوريا هي أكبر من مجرد تكرار لتصريحات سابقة".
وأشار المتحدث إلى ان الموقف الروسي من خلال هذا التصريح لا يحمل أي جديد، والموقف التركي الرسمي مراراً وتكراراً أعاد القول بأن المناطق السورية هي للسوريين، وربطت انقرة استمرار تواجدها العسكري هناك بالتسوية السياسية الشاملة أو بمعنى آخر لا بد من الوصول لحل سياسي في سوريا.
واعتبر أن تركيا اليوم تتصرف مع هذه المناطق السورية إن كان في عفرين أو جرابلس وغيرهما كوديعة أو أمانة لديها تقوم بتقديم الخدمات والمساعدات وتعيد بناء البنية التحتية المدمرة، لكنها لم تشرع بفرض أي إجراء سياسي أو عسكري فيها.
الاختلاف الروسي – التركي حيال سوريا لا يخفى على أحد، برأي الخبير في العلاقات الدولية الذي أشار إلى تعارض الموقفين الروسي والتركي "فتركيا مازالت على موقفها الداعم للمعارضة وروسيا الداعم للنظام، لكن البلدين متفقان على وحدة أراضي سوريا وكلاهما بحاجة للسلام في المنطقة ولاسيما بعد ظهور المنظمات الإرهابية المتطرفة والانفصالية التي حرفت مسار الأحداث في سوريا وهو الامر الذي غيّر أولويات الدول إقليمياً ودولياً".
وأكد ان موسكو بعد تحقيقها الكثير من التقدم عسكرياً على الأرض هي في حاجة إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى من أجل الوصول لحل سياسي في سوريا، مشيراً إلى أن روسيا تتفهم المصالح التركية في مناطق سوريا الشمالية، وشبهها بمصالح روسيا في شرقي أوكرانيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!