ترك برس
نشرت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية في إيران، تقريرًا يتحدث عن بنود "اتفاق غير مسبوق في تاريخ الثمان سنوات من عمر الأزمة السورية" ويقضي بتسليم مدينة "تل رفعت" السورية الواقعة شمال محافظة حلب إلى تركيا.
وقالت الوكالة إن الاتفاق يشكل نقطة انطلاق لعهد جديد من التعاون الروسي التركي في سوريا، مشيرة إلى أنه خلال الساعات المقبلة ستدخل قوات الجيش التركي بشكل رسمي إلى "تل رفعت" لتطلع بمهام إدارة المدينة الكبيرة.
وأضاف التقرير: في الوقت الراهن تتسلم القوات النظامية السورية المقربة من "جبهة المقاومة" لاسيما الوحدات العسكرية المحلية في المدن الشيعية "نبل والزهراء" و"السفيرة" والمجموعات من قبيل "لواء الباقر" و"فوج النيرب" مسؤولية إدارة مدينة "تل رفعت" ومحيطها إلى جانب المليشيات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" (YPG).
وبحسب الوكالة الإيرانية، فإنه تأسيساً على هذا الاتفاق الذي لم تعلن تفاصيله بعد، تعهدت روسيا بإخراج "قوات جبهة المقاومة" والمليشيات الكردية وقوات الدفاع الوطني الموالية لدمشق من مدينة "تل رفعت"، وفي المقابل تتعهد تركيا بإدخال عناصر "الجيش الحر" إلى هذه المناطق وإلى داخل المدينة.
ستتولى القوات العسكرية الروسية والتركية مسؤولية الدفاع عن المدينة والمنطقة وإرساء دعائم الأمن بشكل مؤقت. بالتزامن مع ذلك يقوم المواطنون المحليون الذين شكلوا بواسطة روسيا للسنوات الثلاثة الماضية الأذرع الأمنية المشرفة على تأمين الأمن في مدينة "تل رفعت" بتشكيل اللبنة الرئيسية لشرطة "تل رفعت" المحلية، والفصائل العديدة مما يسمى بــ"الشرطة الحرة" التي هي في الحقيقة قوات عملت تركيا على تنظيمها في مناطق شمال محافظة "حلب" (منطقتي عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون") وبعد الدخول إلى المدينة ستلحقها من الناحية الإدارية والأمنية بقطاعي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".
كذلك تقرر إجراء انتخابات مجالس محلية وبلدية على غرار النظام الإداري المعمول به في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون السوريون، حيث تجري إدارة كل مدينة من قبل مجالسها المحلية على شكل حكم ذاتي وإشراف حكومة المعارضة المؤقتة (المتواجدة في تركيا).
وفي ذات الوقت يتم تنشيط نقاط التفتيش والحواجز الأمنية المتواجدة على أطراف المدن والقرى في هذه المنطقة التابعة للجيش التركي والروسي خلال اليومين المقبلين.
الجزء الأخير من اتفاق موسكو وأنقرة حول "تل رفعت" يختص بموضوع المهجرين في هذه المدينة. وبحسب الاتفاق الذي أبرم تقرر العودة التدريجية خلال الأسبوع القادم للمهجرين من "تل رفعت" والمناطق المجاورة إلى منازلهم في المدينة.
التقارير حالياً تتحدث عن بدء تسجيل أسماء مهجري "تل رفعت" في شمال مدينة "حلب" لاسيما منطقة "أعزاز" ومركز "باب السلامة" الحدودي بهدف العودة إلى مدينتهم.
الوكالة الإيرانية، اعتبرت أن "اتفاق مدينة تل رفعت والمناطق المحيطة بها يشكل فصلاً جديداً من علاقات التعاون بين روسيا وتركيا في الملف السوري".
في السياق، قال مدير المكتب السياسي لمدينة "تل رفعت" الواقعة بريف حلب، بشير عليطو، مؤخرًا، إن الجانب التركي توصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي ينص على السماح للمدنيين المهجرين من المدينة بالعودة إليها في حال رغبتهم.
وأضاف "عليطو" في حديث لموقع "بلدي نيوز"، إن الخطوة الأولى من الاتفاق تنص على دخول قوات تركية إلى المنطقة للحصول على معلومات صحيحة حول انسحاب قوات النظام والوحدات الكردية منها، وهو الأمر الذي سيحدد متابعة تنفيذ الاتفاق الروسي التركي من عدمه.
وأوضح أن هناك الكثير من الأمور التي تبدو غير واضحة بالاتفاق إلى الآن، فلا نعرف إذا كان سيمنَع كل من حمل السلاح من أهل المنطقة من العودة، وهل عمل الثورة سياسيا ومدنيا بالمنطقة من خلال منظمات المجتمع المدني.
وشدد على أن أهالي "تل رفعت" يبذلون قصار جهدهم من أجل التوصل إلى حل يقضي بعودة المهجرين إلى قراهم، دون قيد أو شرط؛ فهم أصحاب الأرض وغيرهم هو المحتل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!