ترك برس
تناولت تقارير صحفية، آفاق دور تركيا العسكري داخل سوريا بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد يوم الأحد 24 حزيران/ يونيو 2018، وانتهت لصالح الرئيس "رجب طيب أردوغان" وحزبه "العدالة والتنمية".
وذكرت صحيفة "عربي21" الإلكترونية، استنادًا إلى آراء مراقبين للشأن السّوري، أن الدور التركي في سوريا عموما، والشّمال السّوري خصوصا، سيأخذ دفعا جديدا مدعوما بنتائج الانتخابات الأخيرة.
وأشار التقرير إلى أن الباب أمام الرئيس التّركي، رجب طيّب أردوغان، بات مفتوحا لاتخاذ سياسات أقوى وأعمق بعد الدّعم الشّعبي له، والبدء بالدستور الجديد الذي يعطي الرّئيس صلاحيات واسعة.
الباحث في الشأن التركي، مصطفى زهران، رأى أن "الانتخابات التركية ومحافظة أردوغان على مقعد الرئاسة سيعطي قوة للسياسة التركية".
وأضاف زهران: "يتفاءل السوريون بدور أقوى لتركيا، فأردوغان تعهد في خطاب النصر بدعم السوريين". واعتبر أن تركيا لن تدخل في سجالات ومناطحات مع الجانب الأمريكي.
وتابع: "لكنّ ذلك لا يعني الانضمام للحلف الأمريكي والبعد عن الروس، ستحافظ أنقرة من جهة أخرى على علاقات حميمة مع الجانب الروسي، دون التنازل عن مطلب تعزيز الوجود العسكري في سوريا، وستحاول السير بمسافات متوازنة، وما يساعد هذه السياسة عدم وجود خيار أمام الآخرين بعد حصول العدالة والتنمية وأردوغان على الدعم الشعبي".
بدوره قال الخبير العسكري العميد حاتم الراوي، إنه "على الرغم من عدم رضا أمريكا عن حزب العدالة وأردوغان، لكنها لن تتخلى عن تركيا حليفا تاريخيّا، وهذا يفسّر تخلّي الولايات المتحدة عن قوّات قسد في عفرين ومنبج، وسكوتها عن قصف مقرات البيدا وحزب العمال في القحطانية شمال القامشلي".
من جهته، يؤكد رئيس مجلس السوريين الأحرار المحلل السياسي، أسامة بشير، أنّ "الموقف التّركي سيكون أقوى مما عهدناه سابقا، فآلية إدارة الملف السّوري تحتاج لعلاقات جيدة مع القوى الدولية والإقليمية".
"الغرب هو من سيندفع لتركيا بعد اليوم، لا العكس"، كما يرى بشير الذي يؤكد سعي الأمريكان لتقديم ما يرضي تركيا لتحسين العلاقة بينهما، ولإبعادها عن روسيا، وفق "عربي21".
وحول آفاق الدور العسكري لتركيا في سوريا، يرى العميد حاتم الراوي أنّ "الدّعم التركي للثوار سوف يستمر. فتركيا هي الوحيدة القادرة على تفكيك هيئة تحرير الشام، فهي تمسك بمفاتيح جميع الأطراف".
وتنفّس السوريون المقيمون "اللاجئون" في تركيا الصّعداء بفوز أردوغان وحزبه، لا سيما أن خصوم أردوغان تعهدوا بتحسين العلاقات مع نظام بشار الأسد؛ تمهيدا لإعادتهم لسوريا، خلافا لأردوغان الذي سيعيدهم طواعية بعد تأمين مناطق آمنة.
يقول بشير: "لن يعيد أردوغان أحدا قبل ضمان أمنهم بالداخل، وإن صدر قرار الإعادة فإنه سيشمل المقيمين في المخيمات. أما من يعمل ويعيش في تركيا، فلا أعتقد أن القرار سيشمله".
ويؤكد العميد الراوي هذا التوجه: "بدأت تركيا في تجهيز المناطق الحدودية التي تسيطر عليها، فهي تسهل أمور من يرغب بالعودة دون ممارسة أي ضغط".
إنّ تركيا ما قبل الانتخابات ستختلف عمّا بعدها، ما يجعل الجميع يعيد حساباته ورسم سياساته في المنطقة، بما فيهم النظامان الإيراني والسوري، وفق زهران، ما يمهد لحلّ قد يحقق الحد الأدنى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!