محمد صويصال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يعد أن سمعنا تفاصيل المباحثات التي جرت في قمة زعماء مجموعة بريكس بمدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية، التي وصلناها برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمكننا القول إن التوازنات العالمية سوف تتغير خلال الأعوام القادمة.
ويمكننا أن نضيف أيضًا أن الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيران وألمانيا وفرنسا بدأت بحل المعادلة غير معروفة التفاصيل تمامًا، وتتجه نحو تشكيل قوة عالمية جديدة..
ولن يكون مفاجئًا أبدًا أن تنضم إلى هذه القوة بلدان أخرى من قبيل كازاخستان وقرغيزيا وأذربيجان وجورجيا وأوكرانيا وأوربكستان.. وبالطبع تركيا، العنصر الذي لا غنى عنه في المعادلة..
عندما باح لنا أردوغان بتفاصيل مباحثاته مع الزعيمين الروسي والصيني على هامش قمة بريكس أدركنا بشكل أفضل أن اتحاد القوى الجديد بدأ تشكيله.
تلقينا خلال لقائنا بأردوغان، مؤشرات عن إمكانية إجراء التجارة بين البلدان المذكورة بالعملات المحلية.
وأوضح أردوغان أن تركيا، بموقفها المبدئي وسعيها لتحقيق العدل في العالم، احتلت مكانة مرموقة في السياسة العالمية، وأكد أنه سيواصل مقولة "العالم أكبر من خمسة" وأداء ما تقتضيه المقولة، وهذا ما يدل على عزمه في هذا الخصوص.
***
وعندما سألناه عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص أندرو برانسون القس الموضوع تحت الإقامة الجبرية في تركيا، والخطوات التي أقدم عليها 6 سيناتورات من أجل فرض عقوبات على تركيا، أجاب أردوغان:
"يتابع ترامب قضية برانسون عن كثب منذ يوم انتخابه. بحثنا في الادعاءات القائلة إنه (برانسون) مريض، وتحولت عقوبته من السجن إلى الإقامة الجبرية. خلال المحادثة الهاتفية التي أجريناها مع ترامب بهذا الخصوص أوضحنا له أن المسألة قضائية. لا أحد يمكنه أن يجبرنا على التراجع مهما كانت العقوبات التي سيفرضونها".
وأكد أن القس برانسون ليس محل مساومة، مضيفًا أن تركيا ليست مرتبطة برباط حيوي بالولايات المتحدة وأن الكفاح من أجل الاستقلال والمستقبل سوف يستمر. وهذا مؤشر واضح على عزم وثبات أردوغان في هذا الصدد.
***
وشدد الرئيس على أن الأزمنة التي كانت تتعرض فيها تركيا إلى عمليات من الخارج عبر حروب نفسية، ولت إلى غير رجعة..
وضرب أردوغان مثل إيران، طارحًا علينا سؤالين لا يخلوان من المغزى، فقال:
"فرضوا عقوبات على إيران فماذا حصل؟ هل أفلست إيران؟".
باختصار هناك عالم جديد يتأسس..
وتركيا لم تعد تأتمر بأمر السادة العالميين الجالسين إلى الطاولة، ويمكننا القول إنها بدأت الدخول كند بينهم على الطاولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس