هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك جهود متبادلة من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وألمانيا. والرئيس رجب طيب أردوغان يولي هذه القضية أهمية خاصة.
الجانب الألماني أعلن أن أردوغان سيزور برلين أواخر سبتمبر أيلول القادم، بناء على دعوة نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وبينما يقدم الطرفان على هذه الخطوات، تعمل جهات أخرى على عرقلة زيارة أردوغان إلى ألمانيا. فصحيفة داي ويلت أجرت استطلاعًا للرأي طرحت خلاله سؤال "هل تنظرون بإيجابية إلى مجيء أردوغان إلى ألمانيا؟". أجاب 70 في المئة من المشاركين "لا".
إجراء استطلاع من هذا القبيل حول زيارة سيقوم بها رئيس دولة ما هو بحد ذاته إثارة للكراهية. لا يعمل الإعلام الألماني على جس نبض الشارع، وإنما يسعى بصراحة لخلق رأي عام مناهض لأردوغان والإسلام.
دير شبيغل، إحدى أهم المجلات في ألمانيا، وضعت مسعود أوزيل على صدر غلافها في عددها الأخير. صدرت المجلة في الأعوام الأخيرة بأغلفة تحمل انتقادات شديدة لتركيا وأردوغان.
وصل العداء لتركيا، الذي يثيره مثقفون وسياسيون، في الإعلام الألمانيا إلى مرحلة شديدة الخطورة، لدرجة أن السياسي الألماني من أصول تركية جيم أوزدمير طالب بإجراء مراسم استقبال لأردوغان على أدنى مستوى.
الشخص نفسه زعم في وقت سابق أن المنتخب الألماني خرج من الأدوار الأولى في كأس العالم الأخيرة بسبب أردوغان!
وكما يفعل جيم أوزدمير، توجه الأحزاب اليمينية المتطرفة الألمانية نداءات من أجل الحيلولة دون إجراء أردوغان زيارته إلى ألمانيا.
هناك إرادة في أوروبا عمومًا، وفي البلدان المركزية فيها كألمانيا والنمسا خصوصًا، تخشى من الحديث والتعامل والحوار وإقامة علاقات طيبة مع تركيا. ومن الصعب جدًّا التفاهم والتقدم مع هذه الإرادة.
فهي تريد أن تنغلق أوروبا على نفسه، وألا يأتيها أحد من الخارج. وتخضع لتأثير عقلية هرمة مترهلة معادية للأجانب.
وللأسف، فإن هذا اللغة السلبية تركز على تركيا لأنها أحد أهم البلدان في المنطقة، وتمثل رمزًا للكثير من القيم. ما نواجهه محبط للهمم ومحزن حقًّا.
لكن بالرغم من كل شيء، أعتقد أن على تركيا أن تصارح الأوروبيين بأخطائهم دون كلل أو ملل، ودون أن تغضب وتدير ظهرها لهم.
كما أن لتركيا أصدقاء في أوروبا. وسيكون بمقدور أنقرة أن تزيد عدد أصدقائها هؤلاء من خلال العمل بجد وبذل المزيد من الجهد الصادق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس