كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
أبدت الإرادة الشعبية التركية موقفًا راسخًا في مواجهة "الحرب الاقتصادية" التي أعلنتها الولايات المتحدة. فلم تخف ولم تضعف ولم تستسلم للعجز أبدًا.
كما حدث في 15 يوليو، أبدى الشعب مقاومة شديدة، في حين حافظت الحكومة التركية على موقفها المبدئي وردت على العقوبات الأمريكية بمثلها.
ومنذ الآن، باءت محاولة الانقلاب هذه التي سعت الولايات المتحدة لتنفيذها عن طريق المؤسسات المالية.
في مقابل المقاطعة التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع التركية، ترد أنقرة بمقاطعة بضائع أمريكية، ليس على مبدأ الفعل ورد الفعل، وإنما بإدارة الأزمة بشكل محكم.
التدابير السياسية والاقتصادية تتخذ بشكل متزن ولكن بسرعة. وزير المالية والخزانة براءت البيرق نجح في صد الهجمات التي كان من المنتظر أن تسبب دمارًا هائلًا، من خلال تفعيل جيع الأدوات المتوفرة بحوزة الدولة.
أظهرت التجربة في الأيام الماضية أن الهجمات الاقتصادية والسياسية التي شنتها الإدارة الأمريكية بعيدة كل البعد عن تحقيق "الدمار" المنتظر. فالإرادة السياسية والإدارة الاقتصادية وجدتا الفرصة لاختبار الاقتصاد التركي على الرغم من هجمات الولايات المتحدة، الفاعل الأكثر تأثيرًا في النظام المالي العالمي، ولزيادة الثقة بالنفس من خلال اتخاذ موقف حازم.
للمرة الأولى ظهر بكل هذا الوضوح أن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تفت في عضد تركيا أو تخضعها عبر العقوبات والتهديدات والهجمات الخفية على اقتصادنا.
لم يبق أمام إدارة ترامب إلا أن تسعى للاتفاق مع الحكومة التركية. من خلال لعبها بورقة الاقتصاد حررت، عن غير قصد، تركيا بشكل أكبر، وأتاحت لها فرصة تعزيز الثقة بالنفس.
استطاعت تركيا تجاوز الأزمة بسرعة، وتمكنت من استعادة توازنها. وستنجح أنقرة خلال فترة وجيرة في تلافي الآثار السلبية التي خلفها ارتفاع أسعار الصرف على الاقتصاد.
كانت الأزمة مع الولايات المتحدة اختبارًا جيدًا لتركيا ككل. وكما تبين فإن جميع الفاعلين المؤثرين في الاقتصاد التركي وقفوا إلى جانب الدولة، وكان للأوساط المالية وعالم الأعمال إسهام كبير في توضيح التدخل الخارجي الذي خلف التقلبات الاقتصادية للناس.
حتى المتحدثون باسم أحزاب المعارضة أبدوا ربما للمرة الأولى تضامنًا مع الحكومة من خلال التأكيد على حدوث الهجوم الأمريكي على تركيا، رغم محاولة بعض زعماء المعارضة استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس