ترك برس
أشار تقرير في إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، إلى أن علاقة من نوع خاص، تربط ألمانيا وتركيا، ورغم أن الطابع الإيجابي هو الغالب في تاريخ العلاقات بينهما، إلا أنها شهدت توتراً في السنوات الأخيرة.
وأكّد التقرير أن المصالح المشتركة دفعت في استمرار العلاقات بين أنقرة وبرلين رغم الصعوبات. وأنه في خضم تراجع الليرة التركية، تلقّت تركيا أخباراً مُفرحة من ألمانيا.
فعلى الرغم من التوترات السياسية المستمرة في العلاقات الثنائية بين البلدين، أرادت ألمانيا الحفاظ على صادرات الشركات الألمانية إلى تركيا على مستوى عالٍ، وبشكل أساسيّ، استمرار ما تسمى بـ "ضمانات هيرميس".
ويقول يونس أولوسوي، الخبير الاقتصادي في مركز الدراسات التركية والاندماج، والذي يقع مقره في مدينة "إيسن"، إن العلاقات الألمانية التركية تمرّ بمرحلة صعبة في الوقت الحالي، لكنه يرى أن كلا البلدين يستندان على تصورات مختلفة تماماً.
ووفقاً لأولوسُوي، فإنه عندما يتعلق الأمر بالوضع السياسي في تركيا، فإن التصور في ألمانيا يركز بشكل رئيسي على أوجه القصور هناك، مشيراً إلى أن التصور الذاتي للعديد من الأتراك - الذين يوافقون على سياسة أردوغان – مختلف تماماً، "وهذا ما يخلق سوء تفاهم وتفسيرات مختلفة".
ويؤكد أولوسوي على حق الحكومة الألمانية والرأي العام الألماني في انتقاد المسائل المتعلقة بحكم القانون والديمقراطية في تركيا، لكنه يشير إلى أن الموضوع يعتمد بشكل كبير على "لهجة الانتقادات".
ويضيف: "عندما يركّز كل من الجانبين على مواطنيه ولهذا السبب يتشاجر لفظياً مع الطرف الآخر، فإن كلاهما يفقد بذلك قدرته على التأثير، وهذا ما حدث في السنوات الأخيرة".
ورغم التوترات، تستمر العلاقات بين ألمانيا وتركيا من خلال المصالح المشتركة. وهذا يشمل العلاقات الاقتصادية، والمصلحة المشتركة بإنهاء الحرب في سوريا.حيث استقبلت كل من ألمانيا وتركيا عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، الذين يأملون في العودة إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن.
كما تلعب تركيا دور الحليف الأساسي لألمانيا والاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وفق "دويتشه فيله".
إذن، هناك الكثير من المواضيع التي يحتاج البلدان لمناقشتها، ولذلك يتعين عليهما أن يحاولا إظهار "أعلى مستوى من التفاهم" للطرف الآخر، كما يقول يونس أولوسوي، لكن هذا لا يعني، كما يرى، أن يغمض طرف عينيه عن سوء إدارة الآخر.
ويعتقد أولوسوي أنه يجب على الطرفين قبل كل شيء أن يقوما ببدء محادثات جادة بينهما، ويضيف: "ستكون زيارة أردوغان في أيلول/سبتمبر فرصة لألمانيا لإعادة التأثير على تنميتها في وجه العزلة السياسية الدولية لتركيا".
وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء الألمانية، نقلًا عن الرئاسة الألمانية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيزور البلاد، يومي 28 و29 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأوضحت أن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، سيستقبل نظيره التركي بمراسم عسكرية. وأضافت أن أردوغان سيلتقي خلال الزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!