محمود القاعود - خاص ترك برس
التصريح الذي أدلى به الزعيم التركي رجب طيب أردوغان في 26 آب/ أغسطس 2018م بمناسبة ذكرى معركة "ملاذكرد" التي وقعت عام 1071 وقال فيه: "جدار الأناضول إذا انهار، لن يكون هناك شرق أوسط أو أفريقيا ومناطق أخرى".
هذا التصريح سبقه تصريح آخر بنفس الخطورة لأردوغان: "إذا فقدنا القدس لن نستطيع حماية مكة والمدينة". ويبدو الرئيس التركي يستشعر حجم وخطورة المؤامرة على تركيا... وبات على يقين أن الحرب الاقتصادية ما هي إلا مقدمة لحرب عسكرية دموية تستهدف تقسيم تركيا وإذلال شعبها... وإذا انهارت تركيا وتحوّلت لدولة فاشلة - لا قدر الله - فجميع البلاد العربية والإفريقية الغارقة في التبعية والتخلف والثورات المضادة ستلقى مصيرا أبشع بمراحل في إطار خطة صهيوصليبية عالمية تستهدف محو الوجود الإسلامي من العالم.
ليس خافيا على أحد أن أهم أسباب دعم أمريكا للديكتاتور الدموي بشارالأسد على مدار أكثر من سبع سنوات، هو نقل الصراع والتقسيم إلى الجمهورية التركية، عبر سياسة تصدير الأزمات، ولذلك لما كانت الثورة السورية على وشك التخلص من بشار الأسد وأركان نظامه الإجرامي، تدخلت روسيا بضوء أخضر من أمريكا لتستخدم كل أنواع الأسلحة المحظورة ضد الشعب السوري، ما أدى لفرار الملايين ورسم خريطة ديموغرافية وطائفية قسّمت سوريا إلى دويلات، كانت أخطرها دويلة المنظمات الكردية الإرهابية، تلك الدويلة التي تدعمها أمريكا وإسرائيل، ويُراد لها أن تكون نقطة الانطلاق في تقسيم تركيا وضم أكراد تركيا لمشروعهم الإرهابي الانفصالي الرهيب.
ولعل التصعيد الأمريكي الأخير وفرض العقوبات على تركيا واستهداف الليرة التركية، يكشف كل ما كان يدور بالغرف المغلقة من خطط تحمل عبء تقسيم تركيا وإسقاط أردوغان الذي يُمثل حجر عثرة أمام المخطط الصهيوني الأمريكي.
إن ما رشح من أنباء في الآونة الأخيرة يكشف حجم التنسيق الروسي الأمريكي، وإن بدت هناك خلافات مزعومة، لكن المؤكد أن روسيا وأمريكا تنفذان أجندة إسرائيل التي تقضي بالآتي:
- دعم بشار الأسد والحفاظ على بقائه أطول فترة ممكنة.
- السيطرة على مدينة إدلب وعودتها لنظام الأسد حتى تكون عنصر قلق لتركيا.
- عقب الانتهاء من معركة إدلب سيكون تجريد تركيا من مناطق النفوذ التي أفشلت مشروع الأكراد وهي : عفرين وجرابلس والباب.
- المراهنة على انخفاض كبير في الليرة التركية وتردي الاقتصاد بما يسمح بإثارة القلاقل في البلاد وإحداث فوضى على إثرها تتدخل أمريكا بقوتها.
وعود على بدء: عندما يحذر الرئيس أردوغان من انهيار تركيا وهو السياسي المخضرم، فهو يعي جيدا ما يقول ويعلم تبعات تحذيراته، فقد وضع الشعب التركي والشعوب العربية أمام حقيقة المخطط الصهيوصليبي الذي لا يُريد لأي دولة مسلمة أن تنهض أو تخرج من القمقم الاستعماري.
إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديها من الهوس والتطرف والعقائد الصهيونية ما يفوق بمراحل أي إدارة أمريكية أخرى، وعلينا أن نتوقع منهم كل شر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس