ترك برس
رأى تقرير في صحيفة "أوراسيا ديلي" أن تركيا تبحث عن إجراءات فاعلة لمواجهة الضغوط الأمريكية المتصاعدة ضدها، وأن القيادة التركية راحت تفكر أكثر بما يسمى "بديل جيوسياسي".
وقالت الصحيفة الروسية، في تقرير، إن روسيا والصين، أظهرتا استعدادهما للتقارب مع تركيا اقتصاديا. وأن وهناك لاعبون آخرون في الشرق الأوسط الكبير مستعدون لمد يد العون إلى تركيا في معاناتها مع الولايات المتحدة.
بين هؤلاء اللاعبين، إيران التي بدورها تعاني ضغوطا أمريكية شديدة، وقطر. فأثناء زيارته الأخيرة إلى أنقرة، وعد الأمير تميم بن حمد آل ثاني، باستثمارات مباشرة في تركيا تبلغ 15 مليار دولار، وفق وكالة "RT".
وأضافت الصحيفة: "وضع الاقتصاد التركي، بالفعل مقلق، بل على حافة أزمة. وخطة أردوغان "مائة يوم" التي أُعلن عنها في بداية أغسطس/ آب الماضي، مبنية على إنجاز وإعادة توجيه حوالي 400 مشروع، 48 منها في مجمع الصناعات العسكرية المحلي..
يلاحظ الخبراء أن هذا البرنامج يستهدف الداخل بالدرجة الأولى. فأردوغان الذي أُعيد انتخابه في نهاية يونيو لفترة رئاسية جديدة يريد أن يظهر أن الحكومة تسيطر على الوضع. جدير بالذكر أن الليرة التركية فقدت منذ بداية العام 40% من قيمتها".
وتابعت: "على هذه الخلفية، يقوم أردوغان ووزراؤه بتحذير الولايات المتحدة بصورة مبطنة من تغييرات واسعة في النهج الجيوسياسي، ويمارس "ابتزازا لينا" على أوروبا. بكلمات أخرى يمكن أن تفتح تركيا أبوابها وترسل عشرات آلاف اللاجئين إلى هناك..
استيضاح العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، سيجري قريبا. فخلال هذا الشهر، سيزور أردوغان ألمانيا. علما بأن القوى المفصلية في أوروبا تخضع أيضا لضغوط أمريكية، وإن يكن أقل عدوانية مما تخضع له تركيا. ما يعني إمكانية التنسيق لإبطال فاعلية الهجوم الاقتصادي الأمريكي".
وعلى الجانب الأمريكي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن جهود الرئيس دونالد ترامب، في عزل تركيا وإخضاعها باءت بالفشل، حيث لم تفرج أنقرة حتى الآن عن القس الأمريكي المحتجز، أندرو برونسون، رغم العقوبات الأمريكية والتهديدات العلنية.
وذكر تقرير للصحيفة أن ترامب عندما حاول الضغط على تركيا هذا الشهر للإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون، كان يراهن على أن الإجراءات الاقتصادية العقابية وعبارات التوبيخ العلنية ستجبر الرئيس التركي على التراجع بسرعة.
وأضاف أن تركيا حصلت على دعم في وقت مناسب من حلفاء خارجيين؛ وهو ما قوض جهود إدارة ترامب لعزل تركيا.
وشمل هذا الدعم زيارة وزير الخارجية الروسي لأنقرة، والمحادثة الهاتفية بين أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتعهد قطر باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي.
وترى ليزل هينتز، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة جون هوبكنز الأمريكية، "إن النزاع الأمريكي التركي كان مكلفا لتركيا، ولكن قدرة أردوغان على الاستفادة من الأزمة تطرح أسئلة عما إذا كان ترامب استهان بالزعيم التركي، الذي يتصف بذكاء التكتيكات، وبالقناعة العميقة بأن القوى الغربية حريصة على إعاقة تركيا بسبب وضعها كدولة إسلامية قوية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!