ترك برس
كشفت تقارير إعلامية أن الجيش التركي رتلًا عسكريًا للجيش التركي وصل يوم السبت (15 أيلول/ سبتمبر الجاري) إلى مناطق بمحافظتي حماة وإدلب في سوريا.
وقالت شبكة الجزيرة القطرية إن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة التابعة له في ريفي حماة وإدلب بالشمال السوري.
وأوضحت الجزيرة أن التعزيزات تضم رتلا عسكريا مكونا من دبابات وآليات ثقيلة، تمركزت بنقطة شير مغار بريف حماة وتلة اشتبرق غربي جسر الشغور بريف إدلب.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصدر بـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، أن 50 آلية بينها دبابات ومدافع ثقيلة دخلت المنطقة رفقة أكثر من 300 عنصر من الجيش التركي حيث توجهوا لنقطتي المراقبة في ريفي حماة وإدلب.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن تدخل أرتال عسكرية تركية أخرى إلى المنطقة في وقت لاحق اليوم.
وخلال الأيام الماضية، عزز الجيش التركي -لأول مرة بالدبابات والآليات الثقيلة- نقطة المراقبة التابعة له بمحيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي.
واعتبر محللون هذه الخطوة رسالة واضحة بأن تركيا على أتم الجاهزية للتدخل بإدلب في حال فكر نظام بشار الأسد وحلفاؤه بشن أي عملية عسكرية في المنطقة.
كما وصلت تعزيزات لعشرات الأليات والعناصر إلى معسكرات خاصة على الحدود التركية السورية بولايتي هاطاي وكيليس، ضمت شاحنات محملة بالدبابات والمدافع والعربات المصفحة.
الباحث في العلاقات الدولية، معن طلاع، قال في حديث مع صحيفة القدس العربي، إن للتعزيز التركي محورين رئيسيين، أحدهما سياسي والآخر عسكري، سياسياً رأى فيه، أن تركيا تتبع استراتيجية عدم جعل ادلب منطقة تهدد امنها وتستخدم ضدها، على اعتبار ادلب من حيث الرؤية التركية نقطة دفاع متقدمة عن منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات، ولهذا تسير تركيا بمفاوضات دقيقة وتفاهمات أولية.
أما عسكرياً فهي تقرأ حشود النظام وميليشياته المحلية والايرانية الداعمة له، بأن هناك أهدافاً استراتيجة قد وضعها النظام في حسبانه تجاه منطقة ادلب، باعتبارها آخر مظهرات الصراع بين النظام والمعارضة، وبهذا المعنى الشق العسكري لم يثق بعد بمنجزات الميدان السياسي، ولذلك كانت هذه التعزيزات.
وهذا إن دل على شيء يدل على أن ما تم في قمة طهران هي تفاهمات في إطارها الاول وتحديد خارطة اهداف ايضاً بشكلها العام أما التفاصيل الكبرى فلا تزال غير مكتملة.
وأضاف طلاع أن ما تم في قمة طهران وضع اجندة لاختبار كل طرف من الاطراف مقدرة على الدخول سواء في استراتيجيات هجومية او دفاعية وهذا يدل على ان عملية ادلب تدار بأطر سياسية بالغة الدقة ومرشحة ان تتخذ تداعيات متعددة قد تصل الى تصدع محور استانة، وقد يعزز التحالف. وأن ما تقوم به تركيا يمس قضية امن قومي شديد الحساسية، وكل السيناريوهات مفتوحة، أمام تحول حالة وعمل هذه القوات.
وتابع: "نتحدث عن تفاهمات بالغة الدقة، وقد تنتهي بتدحرجاتٍ وتطورات عسكرية مفتوحة واحتمالات في ادلب، وعموما ما بعد إدلب ايا كان السيناريو، سواء كان هناك حول ادلب، او تأجيل العملية ومنح الضامن التركي وقتاً لتنفيذ خارطة من الاهداف الامنية او حتى كان السيناريو اجتياحاً عسكرياً، فهنا نتحدث عن معطيات جديدة قد تغير الكثير من التفاصيل والعناصر الناظمة في الملف السوري وهذا يعني أن الامر شديد الغموض والتعقيد".
من جانبه رأى الخبير في العلاقات التركية – الروسية د.باسل الحاج جاسم، انه طالما اتفاق استانة لخفض التصعيد مازال سارياً، في المنطقة الوحيدة المتبقية وتركيا هي الطرف الضامن فيها عن المعارضة على خلاف المناطق الأخرى التي كانت الولايات المتحدة والأردن ضامنين في أحدها والمفترض مصر ضامن في منطقة أخرى (على اعتبار اتفاق درعا تم توقيعه في عمان، و اتفاق الغوطة في القاهرة).
وبالتالي أنقرة كطرف ضامن هنا تقوم بتعزيز قواتها هناك وفي إطار الاتفاق الموقع مع شركائها في أستانة روسيا وإيران. واي استهداف لهذه القوات، إن كان بشكل مباشر فهو يعني نسف عملية أستانة وهذا غير وارد حاليا فهو ما يزال حاجة مشتركة لجميع الأطراف المشاركة فيه، وبالتالي مستبعد أن يقوم النظام باستهداف التواجد التركي، لأنه سيكون بدون غطاء روسي وقتها.
واستبعد الحاج جاسم أن تتحول تركيا إلى حالة الهجوم "بل على العكس هي تريد استمرار التهدئة وهو جوهر اتفاق أستانة وخفض التصعيد لتهدئة الجبهات، والانتقال للعملية السياسية، إلا أن انقرة على الاغلب تستعد لمرحلة ما بعد ادلب، وتريد الاستعداد لكل الخيارات، إن كان الدفاع أو حماية المناطق التي طهرتها من الإرهاب في عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، وكذلك الاستعداد لأي موجة نزوح جديدة أو أي موجهة مع المنظمات المصنفة على قوائم الإرهاب".
ورأى أن أنقرة اليوم أمام أخطر وأكبر امتحاناتها السورية وهي لا تريد أن تكون أكبر الخاسرين في المراحل القادمة من الحروب في سوريا وعليها.
أمّا الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي، فقال إن التحذيرات الروسية التي تنشرها قناة قاعدة حميميم، لا تعبر بالضرورة عن موقف سياسي عالي المستوى، مع أنه من الواضح أنها تعني في تصريحاتها الوقوف مع النظام ودعمه سياسياً واعلامياً ودبلوماسياً، وليس عسكرياً، وإلا فهذا يعني تهديداً بحرب ضد تركيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!