ترك برس
يرغب المصدّرون الأتراك في امتلاك حصة أكبر من سوق المملكة المتحدة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسبما قالت وزيرة التجارة التركية روهسار بيكجان، في تقييمٍ لزيارتها الأخيرة إلى كلٍّ من المملكة المتحدة والأرجنتين.
وخلال رحلتها إلى لندن، حضرت بيكجان معرض جيتكو، الذي كان عبارة عن اجتماع للجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين المملكة المتحدة وتركيا مع وزير التجارة الدولية ليام فوكس. وقالت: "لقد أكدنا بشكلٍ قاطع الاتفاق بشأن الأعمال وقمتُ بتوقيع مذكرة التفاهم السادسة المتبادل حول الدخول في اتفاقية تجارة حرة شاملة مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وفي إطار معرض جيتكو، ستعمل مجموعة العمل التركية البريطانية على تسريع جهودها".
وأكدت وزيرة التجارة بيكجان بقوة على أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا والمملكة المتحدة لن تتأثر سلبًا بفترة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بل على العكس، إنها ستكون فرصةً للمصدّرين للحصول على حصة أوسع في سوق المملكة المتحدة.
وضمن هذا الإطار، سيقوم الطرفان بتسريع جهود مجموعة العمل التركية البريطانية وعقد اجتماع في أنقرة في السابع والعشرين والثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري.
ويذكر أنّه في حزيران/ يونيو سنة 2016، صوّت الشعبُ البريطاني لمغادرة بلاده الاتحاد الأوروبي، منهيًا 44 عامًا من عضوية البلاد في الاتحاد. وبدأت المحادثاتُ مع الاتحاد الأوروبي حول شروط مغادرة الاتحاد في حزيران/ يونيو 2017.
وفي إشارة منها إلى وجود هدف تجاري بقيمة 20 مليار يورو بين تركيا والمملكة المتحدة، قالت بيكجان إن الطرفين يرغبان في نقل العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوى أعلى.
وأضافت: "بالنظر إلى وجود العديد من الفرص التجارية الجديدة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة ورجال الأعمال في البلدين، سنعمل على إنشاء آلية تعاون ملموسة في هذا المجال. نهدف إلى تنفيذ مشاريع وأنشطة موجهة نحو الهدف الذي يركز على قطاعات محددة، وبلدان وأسواق سيتم إنشاؤها لتحقيق الأعمال والمشاريع المشتركة بين المستثمرين والمقاولين الأتراك والبريطانيين في أسواق ثالثة. بالإضافة إلى ذلك، ستتمُّ زيارةُ مناطق تقنية خاصة في المملكة المتحدة واستعراضها في هذا الصدد".
وخلال وجودها في لندن، افتتحت بيكجان المركز التجاري التركي في لندن يوم الخميس الماضي الذي وافق الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، ومن المتوقع أن يستضيف المركز 36 شركة عاملة في قطاع المعلوماتية والتصميم والبناء والهندسة المعمارية.
وبلغ حجمُ التجارة الثنائية بين تركيا والمملكة المتحدة 16.1 مليار دولار سنة 2017. في حين بلغت صادراتُ تركيا إلى المملكة المتحدة 9.6 مليار دولار، وكانت وارداتُها منها 6.5 مليار دولار. وخلال الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس من هذا العام، ارتفعت صادراتُ تركيا إلى المملكة المتحدة بنسبة 17.1 في المئة إلى 7 مليارات دولار. وتعدُّ بريطانيا ثاني أكبر وجهة تصدير لتركيا بعد ألمانيا.
واعتبارًا من كانون الأول/ ديسمبر 2017، كانت ثلاثة آلاف وستة وسبعون شركة بريطانية بما في ذلك "تيسكو"، و"فودافون"، و"بريتيش بيتروليوم"، تعمل في تركيا.
وخلال العامين الماضيين، ركزت المملكة المتحدة على تحسين العلاقات مع تركيا، وفي العام الماضي ضاعفت برنامج تمويل الصادرات لديها إلى تركيا إلى 3.5 مليار جنيه إسترليني (ما يقارب 4.58 مليار دولار).
وأشارت بيكجان إلى اجتماع وزراء التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين في "مار ديل بلاتا" في الأرجنتين، وقالت إن فوائد التجارة والاستثمار تم تناولها في هذا الإطار لمكافحة الآثار السلبية لنظام التجارة الشاملة والابتكار التكنولوجي والعولمة التي تسهم في التنمية العادلة والمستدامة.
وأكدت بيكجان على أن "هذه القضايا والمفاوضات، التي تم تقييمها بالتفصيل خلال الاجتماعات، من المهم أن ننهيها في هذه الأيام"، وأضافت أن هذا ينطبق بشكلٍ خاصٍّ عندما تزيد تدابير تقييد التجارة واستبدال الواردات، وقالت أيضًا إن الفوز في التجارة العالمية يتطلب اللعب وفقًا للقواعد.
وقد جرى تقييم مشاكل نظام التجارة الدولي القائم على قواعد تتمحور حول منظمة التجارة العالمية، وإصلاح المنظمة خلال الحوار في قمة مجموعة العشرين، وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات ضد بعض العيوب في نظام منظمة التجارة العالمية.
وقالت بيكجان: "نحتاج إلى مواصلة عملية الحوار لإيجاد حلول للمشاكل، لتحديث وتعزيز نظام منظمة التجارة العالمية"، وأضافت: "لا يمكن للسياسات التي بُنيت بدون نظام تجاري دولي قائم على قواعد مبنية على بيئة استثمار حرة مفتوحة أن تخلق معجزة. يكمن جمال القواعد في أنها تنطبق بالتساوي على الجميع، الكبار والصغار، والأقوياء والضعفاء. هذا المنطق هو أهم قوة توحيد ضد النهج الأحادي الذي يمارس السلطة ويلوي القواعد ويجبر الآخرين على اتباعها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!