إبراهيم بكير أوغلو – صحيفة يني عقد – ترجمة وتحرير ترك برس

اللوبي (الضغط السياسي) هو مجموعة الأنشطة التي تمارس من أجل التأثير على قرارات مراكز القوى مثل الحكومة والقوى البيروقراطية، وحسب الإحصائيات فإن هناك من اللوبي ما استثمر فيه بمبلغ 10 ألاف دولار، لتصل عائداته بعدها لمبلغ 200 ألف دولار.

لا نستطيع القول بأنّ أنشطة اللوبي في تركيا وفي العالم الإسلامي جيدة، بل إنّ مؤسسات المجتمع المدني تستطيع القيام بتلك الأنشطة أكثر من الدول والحكومات عندنا، ومثال ذلك منظمة التنظيم الموازي التي نجحت بهذا الفعل بكل اقتدار.

استخدم اللوبي الموازي فعالياته وأنشطته في تركيا عبر استخدام الإسلام والثقافة التركية من أجل اعتماد قياداتهم لدى الغرب، ومن أجل تفعيل بعض المشاريع البائسة التي تخدم الغرب أكثر من غيره مثل حوار الأديان وغيرها.

عندما قال الزعيم الموازي "كل من لم يتبرع إلى السياسيين (الأمريكيين) عليه أنْ لا يأتي إلى جانبي"، أصرفوا الملايين من الدولارات، وتم التبرع للسياسيين سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين، وجاء وجبة مساء بالأمس لتكلف 35 ألف و800 دولار، وأكثر من 200 جمعية تابعة للتنظيم الموازي قامت بمكافأة السياسيين الأمريكان ودفع أموال لهم، وأهدوهم عطل مجانية في تركيا.

لم يكن في يوم من الأيام هدف أنشطة اللوبي هذه الدفاع عن الإسلام أو لها علاقة بالإسلام، والكل يعلم الموقف الذي اتخذوه من حادثة سفينة مافي مرمرة، وفي الصيف الماضي وخلال شهر رمضان كانوا يعطون اليهود الإفطار أثناء قصف غزة.

لم يحركوا ساكنا ولم يعلقوا أبدا على بعض الذين خرجوا على شاشات التلفزيون بدعم من اللوبي اليهودي ليسيئوا إلى الإسلام، ولكي لا يقع غير المسلمين في شك منهم لم يدخلوا في حوارات مع مسلمين من أصل عربي، لأن الحوار المفضل لديهم هو ذاك الذي يضم اليهود والمسيحيين والبوذيين.

بعد عملية 17-25 ديسمبر بدئوا بفعاليات الافتراء على تركيا، فأوصل السياسيون الأمريكيون والبيروقراطيون أوراقا لهم تجعل تركيا في وضع صعب، واستلم تلك الأوراق مدراء الجمعيات التابعين للتنظيم الموازي وبدئوا بنشر الافتراءات على رئيس الجمهورية اردوغان وحكومته آنذاك عبر صحفهم وجرائدهم.

وكملخص فإن تركيا تخضع حاليا لأنشطة اللوبي من عدة مراكز في أمريكا وهولندا وبلجيكا وغيرها، وعدم وقوف مثل هذه الفعاليات في وجه الحملة الشرسة التي تشن ضد الإسلام، ودعمهم لما نشرته صحيفة شارلي إيبدو، تدل بما لا يدع مجالا للشك، أن جماعة غولن والتنظيم الموازي مستعدة للتضحية بدينها من أجل الحفاظ على نفسها وعلى استمرارها، بدلا من الدفاع وحماية سمعة دينها الذي كانت تتخذه شعارا لها.

التنظيم الموازي لا توجد لديه نية للدفاع عن الحملة الشرسة التي تشن على الإسلام تحت شعار الاسلاموفوبيا، ويعزز ذلك ما تقوم به داعش والقاعدة وغيرها، واليوم للأسف لا نجد أحدا يدافع عن الإساءة للإسلام من العناصر الفاعلة عدا عدد قليل جدا.

وربما يعود ذلك لانشغال الدول العربية ببعضها البعض، فعلى سبيل المثال تدفع الإمارات العربية المتحدة أموالا للصحافة الأمريكية من أجل الكتابة ضد قطر، واليوم أصبحت قطر بالنسبة الإمارات تحت تهديد تهمة دعم الإرهاب، والإرهاب الذين يقصدونه هو حماس الفلسطينية والإخوان المسلمين في مصر.

لا نرغب في التدخل في مشاكل الدول فيما بينها، لكن علينا أنْ نتحد على الأقل في قيم ومبادئ أساسية، ويجب أنْ لا يكون توحدنا كجسد واحد في مواجهة الإساءة لنا وللإسلام صعبا للغاية كما هو الحال الآن.

يجب علينا أنْ نشكل لوبي كالذي يتحكم في فرق كرة القدم الأوروبية، ونستثمر الأموال في الإعلام من أجل الوقوف في وجه الإسلاموفوبيا، لأن عداوة الإسلام يحملها الإعلام بشتى أشكاله إلى عقول الناس والمجتمع.

وأخيرا، ستسعى الحكومة التركية بعد القضاء على أنشطة لوبي التنظيم الموازي، إلى تشكيل لوبي خاص بها يحل مكانه، لأن الضرر الذي أحدثه كان كبيرا.

عن الكاتب

إبراهيم بكير أوغلو

كاتب في صحيفة يني عقد


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس