هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تزعم واشنطن أن حرية الصحافة في تركيا في الحضيض، بسبب حفنة من الصحفيين مسجونين لانتمائهم إلى تنظيمي "بي كي كي" و"غولن"، فانظروا إلى حال الولايات المتحدة!
تقتل السعودية في قنصليتها صحفيًّا من مواطنيها وتقطّعه وتدفنه على يد طاقم اغتيال من 15 شخص أرسلته من الرياض، وتصدر بيانًا تقول فيه إن الطاقم ذهب للتفاوض فقط، وإن أحدهم خنق خاشقجي أثناء جدال دار هناك. ثم يخرج ترامب ويقول إن البيان "ذو مصداقية".
قبل فراره إلى بلاده، أدخل القنصل السعودي رويترز القنصلية وفتح أمامها أبواب الخزانات قائلًا: "انظروا لا يوجد هنا"، في حين قال السفير السعودي بواشنطن "أؤكد لكم أن الأخبار القائلة إن خاشقجي اختفى أو احتُجز أو قُتل في القنصلية كاذبة"، أما ولي العهد فنفى في حوار مع بلومبيرغ كل الادعاءات جملة وتفصيلًا.
من الواضح أن البيان السعودي يهدف إلى التستر على الكذب بكذب جديد. لولا العمل الدقيق لقوات الأمن التركية ولو لم تُعلن المعلومات التي توصلت إليها للعالم لكان بإمكان حكومة الرياض النجاة من هذا المأزق باتباع استراتيجة الإنكار.
صحيفة "واشنطن بوست" كتبت في مقالها، المنشور يوم الجمعة، أن أحدًا لم يستطع الضغط على المملكة الغنية بالنفط كما فعل أردوغان. وقالت إن تركيا قامت بما هو أكثر من مجرد التحقيق بصمت عقب اختفاء الصحفي السعودي.
وأضافت: "لقد شرحت تركيا الأزمة من خلال جذب انتباه العالم إلى طريقة القتل الذي نُفّذ على أراضيها بكل وقاحة وبدعم من دولة".
السؤال الأهم الذي ينتظر الإجابة عنه هو "أين جثمان خاشقجي؟". هناك تساؤل آخر يطرح نفسه، لماذا أرسلت الرياض طاقمًا من 15 شخصًا بينهم أخصائي طب شرعي من أجل الاستجواب فقط؟ إذا قُتل أحدهم "بالخطأ" في قنصليتكم، ما هو التصرف الطبيعي، الاتصال بالإسعاف؟ أم تقطيع الجثة ودفنها؟
يزعم السعوديون أنهم لفوا جثة الصحفي بسجادة وسلموها لـ "متعاون محلي" من أجل دفنها. من هو هذا الشخص؟ ما لم يكشفوا هويته ستعتبر مزاعمهم بمثابة كذبة من أجل ربط الحادثة بالأتراك.
إذا كان خاشقجي قُتل في "عراك بالأيدي"، لماذا يُقال نائب رئيس جهاز الاستخبارات؟ من هم الأشخاص الثمانية عشر الذين قيل إن الرياض ألقت القبض عليهم؟ وهل من بينهم طاقم الاغتيال الذي أُرسل إلى تركيا؟
هل من الممكن ألا يكون ولي العهد محمد بن سلمان على علم بما حدث وهو يمسك بزمام الأجهزة الأمنية في السعودية؟ هكذا يمكننا طرح المزيد من الأسئلة.
تركيا هي البلد الذي يلعب الدور الأهم هنا، والذي يُقال إن لديه تسجيلات صوتية لم يُعلن عنها بعد. وموقف رئيسها رجب طيب أردوغان سيكون من القوة بحيث يؤثر على المستجدات المحتملة في المنطقة على المديين القصير والطويل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس