كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
هل دخلت العلاقات التركية الأمريكية مرحلة جديدة من "التطبيع"؟ وهل يتجاوز البلدان المشاكل التي أدت إلى اندلاع أزمة بينهما؟
جو من التفاؤل يخيم على الشارع التركي منذ الآن، ويشكل توجه الدولار نحو الانخفاض أساسًا لهذا التفاؤل.
لكن يبدو أن هذا التطور أشبه بربيع مبكر. فمن دون حل مشكلة منبج وشرق الفرات لا يمكن الحديث عن التطبيع بين البلدين.
لنلقِ نظرة على آخر المستجدات على صعيد علاقات أنقرة- واشنطن. هناك بعض الخطوات أقدم عليها البلدان، يمكن اعتبارها "تطبيع" للعلاقات.
رفعت الولايات المتحدة عقوبات فرضتها على وزيرين تركيين بسبب أزمة القس برانسون. وبحسب تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فإن نظيره الأمريكي دونالد ترامب وعد بالتدخل في قضية "بنك خلق" التركي.
بالنسبة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، استثنت الولايات المتحدة تركيا منها.
كما بدأت أخيرًا "الدوريات المشتركة" في منطقة منبج التي تشكل نقطة الخلاف الرئيسي بين تركيا والولايات المتحدة.
منذ مدة طويلة، لم تكن واشنطن تلتزم بالتعهد الذي قدمته إلى انقرة بخصوص منبج. ويمكن اعتبار "الدوريات المشتركة" الخطوة الأولى في هذا الخصوص.
أما ما تنتظره أنقرة فهو تطبيق الولايات المتحدة اتفاق منبح بكل تفاصيله دون المزيد من المماطلة.
لكن تبين أن الولايات المتحدة قامت أيضًا بـ "دورية مشتركة" مع عناصر وحدات حماية الشعب في منطقة "أم الجلود" بمنبج، في نفس اليوم الذي انطلقت فيه الدوريات الأمريكية التركية المشتركة.
وكأن القوات الأمريكية غضب لإجراء دوريات مشتركة مع تركيا فقام بأنشطة تفقد مشتركة مع وحدات حماية الشعب على المدينة!
فهل تريد القوات الأمريكية العاملة ميدانيًّا القول من خلال هذه الحركة للبيت الأبيض إنها لن تسمح بـ"التخلص من شركائها"؟
هذا يشير إلى أن الخلافات الميدانية في سوريا لن تجد طريقها للحل خلال مدة طويلة.
الحملات التركية العسكرية والدبلوماسية في سوريا تضيق الخناق على الولايات المتحدة يومًا بعد يوم، وتقلص أمامها مجال المناورة. وبينما توسع تركيا نطاق فعاليتها في غرب الفرات، بدأت تزيد من ضغوطها على المنطقة الواقعة شرق النهر.
استغل البنتاغون أزمة القس برانسون وحاول التملص من الوعود المقدمة إلى أنقرة بخصوص منبج وشرق الفرات. غير أن تركيا تجاوزت بسرعة هذه الأزمة المصطنعة، في مسعىً منها للتركيز على المشاكل الأصلية بينها وبين الولايات المتحدة.
وكما نرى، فقد نجحت أنقرة في حل أزمة برانسون، وجعل منبج وشرق الفرات من جديد المادة الأساسية الواجب حلها على أجندة البلدين.
هذا ما بدأ بإفساد مخططات الولايات المتحدة في سوريا منذ الأن. فالتقاط القوات الأمريكية صورًا مع وحدات حماية الشعب وقيامها بتفقد منبج معها يهدف إلى استفزاز أنقرة من جهة، ويوجه رسالة للبيت الأبيض مفادها "لنواصل العمل مع الوحدات".
تسعى أنقرة إلى تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بها في سوريا بخطوات واثقة دون الالتفات إلى استفزازات واشنطن. وكما سنرى في الأيام القادمة، ستواصل تركيا خطواتها التي ستفقد الولايات المتحدة توازنها.
ستزداد قوة وفعالية تركيا اليوم منبج، وغدًا في شرق الفرات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس