ترك برس
يمكن لتركيا خفض وارداتها من الغاز بنسبة 20 في المئة باستخدام الطاقة الجيوحرارية (الحرارية الأرضية)، والتي بإمكانها تلبية 30 في المئة من احتياجات التدفئة في مختلف مناطق تركيا، وفقًا للقنصل العام الدنماركيّة أنيت سنيدغارد غلاسكجوت.
يُعرف نظام "طاقة المنطقة" بأنه نظامٌ للطاقة بإمكانه توفير طاقة اقتصاديّة ومُستدامة لمدينةٍ بأكملها أو لمنطقةٍ بأكملها باستخدام فائض الطاقة من محطّات توليد الطاقة أو من مصادر الطاقة المتجدّدة.
ويُعتبر النموذجُ المُستخدمُ في الدنمارك مثالًا يُحتذى به، حيث تمكن من توفير 40 في المئة أو أكثر من التدفئة للأسر، وهو مستوى يُعد مرتفعًا للغاية، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول. ويستخدم 69 في المئة من مجموع السكان في الدنمارك التدفئة المركزيّة، في حين أن هذه النسبة تقترب من 100 في المئة في كوبنهاغن.
وفي حديثها، أوضحت القنصلُ العام أن الدنمارك ترغب في تحقيق المزيد من التقدّم في مجال التدفئة المركزيّة، كما أن تركيا مهتمّةٌ بتطوير هذا النظام بشكلٍ أكبر. لقد أدخلت تركيا بالفعل استخدام الطاقة الحراريّة الأرضيّة في إزمير وفي البلدات المجاورة، وكذلك في كيرشهير وأفيون في منطقة الأناضول الأوسط.
كما لفتت الانتباه إلى مثال نظامٍ حيٍّ ناجحٍ في العمل في سوما في ولاية مانيسا، وهي منطقةٌ يتمّ تدفئتها تقليديًّا من خلال الطاقة الحرارية المحلية التي تعمل بالغاز الطبيعيّ. ومع ذلك، من خلال تقنيّة التدفئة المركزيّة المُضافة، يتمُّ حاليًّا تزويدُ 8 آلاف أسرة بالدفء.
يدفع هؤلاء المستخدمون المنزليّون 50 في المئة أقلّ ممّا كانوا يدفعونه في أنظمة التدفئة السابقة في منازلهم. تقول القنصلُ إن العلاقات الحكوميّة بين الدنمارك وتركيا والعلاقات مع السلطات المحليّة التركيّة جيدةٌ جدًا.
وقد وقّعت وكالةُ الطاقة الدنماركية ووزارةُ الطاقة والموارد الطبيعيّة التركيّة اتفاقية تعاونٍ استراتيجيٍّ في مجال الطاقة في عام 2017.
وقالت القنصل الدنماركية غلاسكجوت: "نحن متحمّسون للغاية بشأن اهتمام الحكومة التركية بالطاقة المتجدّدة، ولا سيما التدفئة المركزيّة"، مضيفةً أن عددًا من الشركات الدنماركية مهتمّةٌ بالقيام بأعمالٍ تجاريةٍ في تركيا. ولتعزيز هذا النظام بشكلٍ أكبر في تركيا، أشارت القنصل مُسبقًا إلى أن مؤتمر أنظمة التدفئة في المنطقة سيُعقد في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في ولاية إزمير التركية، حيث سيبحث ممثّلو البلدين التطوّرات الحالية، بما في ذلك القدرة على استخدام الطاقة المتجدّدة للتدفئة في بعض المناطق.
وتوجد في تركيا إمكانيّاتٌ كبيرةٌ جدًا لاستخدام الطاقة المتجدّدة التي بإمكانها تحقيق توفيرٍ ضخم، واستخدامٍ آمن، واعتمادٍ أقل على واردات الغاز الطبيعيّ، حسب المسؤولة الدنماركية التي قالت إنها جزءٌ من سياسة توطين الطاقة في تركيا. وأكّدت: "إن الطاقة المتجدّدة ليست بديلًا بنسبة 100 في المئة لاستخدام الغاز الطبيعيّ، ولكن تلك المصادر يكمّل بعضُها الآخر، وهي مصدرٌ نظيفٌ في هذا الصدد".
وفي إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجيّ الموقّعة بين وكالة الطاقة الدنماركيّة ووزارة الطاقة والموارد الطبيعيّة التركيّة التي ستستمرُّ حتى كانون الأول/ ديسمبر القادم، تجري مناقشةُ مسودّة أول لائحة للتدفئة في تركيا. وستكون أكبر نتيجة لهذا التعاون هي قانون التدفئة، الذي من المقرّر أن ينظّم التدفئة في تركيا من خلال لوائح ومسؤوليّات وإدارة أكثر وضوحًا لإدارة التدفئة المركزيّة.
وقالت المسؤولة الدنماركية إن المشاورات العامّة ستجري قبل سريان القانون، والذي من المتوقّع أن يكون في شهر آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل 2019.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!