هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
جيمس جيفري دبلوماسي أمريكي محنك عمل سفيرًا لبلاده في أنقرة. يتحدث التركية بطلاقة، وعمل في السابق سفيرًا في بغداد أيضًا.
يشغل جيفري الآن منصب الممثل الخاص لوزير الخارجية الأمريكي إلى سوريا. وبصفته هذه، وصل إلى أنقرة وعقد اجتماعات هامة مع المسؤولين الأتراك.
خلال هذه الفترة القصيرة أدلى جيفري بتصريحين هامين:
1- نتفهم المخاوف االأمنية لتركيا، لكننا لا نعتبر وحدات حماية الشعب تنظيمًا إرهابيًّا.
2- لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، ولكن إزاحته من الرئاسة ليست مهمة الولايات المتحدة.
هذه التصريحات مؤشر واضح على تشوش الرؤية لدى الإدارة الأمريكية وعدم امتلاكها سياسة محددة فيما يتعلق بالملف السوري.
دفعت تركيا الثمن الأكبر لهذا الموقف الأمريكي المتناقض، والفاتورة الماثلة أمامنا مخيفة. أكثر من 30 مليار دولار تم إنفاقها من أجل السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا فرارًا من الحرب في بلادهم.
ومن جهة أخرى، أصبحت تركيا هدفًا مكشوفًا للتنظيمات الإرهابية التابعة لبي كي كي، والتي تزايدت قوتها في سوريا.
***
خلال الفترة الحالية، تواصل الولايات المتحدة العمل مع امتدادات بي كي كي، الذي يعتبره المجتمع الدولي تنظيمًا إرهابيًّا، عوضًا عن التحرك المشترك مع تركيا حليفتها في الناتو، من أجل توطيد الاستقرار في المنطقة.
تحظى وحدات حماية الشعب، وهي بمثابة فرع بي كي كي في سوريا، بدعم عسكري وسياسي واقتصادي من الولايات المتحدة، وتتلقى كل المعلومات الاستخباراتية ميدانيًّا. لكن ضد من؟
بما أنه لم يعد هناك وجود لتنظيم داعش، فالإجابة واضحة: كل هذه التحضيرات موجهة ضد تركيا.
كما أن واشنطن ترى في وحدات حماية الشعب أداة تصلح عند الضرورة لوقف تقدم إيران في العراق وسوريا.
ولهذا الغرض تعتزم البنتاغون إنشاء أبراج مراقبة في المناطق المتاخمة للحدود التركية، على الرغم من كل اعتراضات أنقرة.
***
في مثل هذه الأجواء قدم جيفري إلى أنقرة. في نهاية المباحثات بينه وبين المسؤولين الأتراك تعهدت أنقرة وواشنطن بتحقيق تقدم في منبج حتى نهاية العام.
لدي تحفظات كثيرة على التصريحات الأمريكية. لأن الولايات المتحدة بذلت الكثير من الوعود حتى اليوم لكنها لم تلتزم بها. بشكل عام أقدمت على حملات لكسب الوقت.
إذا لم يحدث تغير جذري في سياسات واشنطن فأخشى أن تكون هذه المباحثات مجرد إضاعة للوقت. ووزير الدفاع التركي نقل هذه الرسالة بكل وضوح للمبعوث الأمريكي.
إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ موقفًا داعمًا للسلام والاستقرار في المنطقة وإذا كانت صادقة في مكافحة الإرهاب فإن أنقرة هي العاصمة التي يتوجب عليها التعاون معها. تركيا هي أهم بلد على صعيد أمن أوروبا والشرق الأوسط. ولا يمكن مكافحة الإرهاب بواسطة إرهابيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس