ترك برس
نشر موقع " يوراسيا ريفيو " مقالا مطولا للمحلل نيكلولاس كاوفمان، وجه فيه انتقادات لاذعة إلى القادة الغربيين الذين تركوا المجال لدبلوماسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكي تحقق انتصارات على الساحة الدولية.
وكتب كاوفمان أن الرئيس التركي اسُتقبل الأسبوع الماضي استقبال الأبطال في فنزويلا ، وهو أمر لا يثير الدهشة ، حيث إن رغبة تركيا في التجارة مع كراكاس هي واحدة من الأشياء القليلة التي تجعل الاقتصاد الفنزويلي باقيا على قيد الحياة في خضم العقوبات المدمرة التي تفرضها بروكسل وواشنطن.
وأضاف أن من المرجح أن القادة الأوروبيين والأمريكيين غير راضين عن دعم أردوغان للرئيس الفنزويلي. ولكن بدلا من اتهام أردوغان بتقويض المحاولات الغربية لعزل كاراكاس ، سيكون من الأفضل لبروكسل وواشنطن أن تسألا نفسيهما لماذا أثبتت الاستراتيجية الدبلوماسية التي انتهجتها أنقرة في الأشهر الأخيرة أنها فعالة للغاية.
الدعم التركي لفنزويلا.
وأوضح كاوفمان أن أردوغان وقع في كاراكاس عددا من الصفقات المربحة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، وانتقد بشدة سلسلة العقوبات المؤلمة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على فنزويلا، وقال خلال كلمته في منتدى لقادة الأعمال الفنزويليين والأتراك إنه لا يمكن حل المشاكل السياسية من خلال معاقبة دولة بأكملها.
وعلق كاوفمان على حديث أردوغان بأن ملايين الفنزويليين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء يتفقون بالتأكيد مع الرئيس التركي، حيث إن العقوبات المتصاعدة باستمرار والتي صعدت في الشهر الماضي لتشمل قطاع الذهب المهم في فنزويلا، قد فاقمت محنة الدولة التي تعاني بالفعل من تضخم مفرط. وقد تدخل أردوغان لمساعدة الزعيم الفنزويلي المحاصر ، حيث أرسل المعكرونة والأرز التركي لملء الحزم الغذائية المدعومة التي لا يزال كثير من الفنزويليين يعيشون عليها.
ورأى أن الدعم الذي قدمه أردوغان لفنزويلا قد أكسبه بالطبع أصدقاء في كاراكاس ، لكن من المرجح أيضاً أن يعزز أوراق اعتماده في السياسة الخارجية بين المحللين الذين جادلوا بأن موجات العقوبات المستمرة ليست الطريقة الحكيمة ولا الطريقة الصحيحة أخلاقياً لتشجيع الديمقراطية في فنزويلا. لأنها تخاطر بإيذاء المواطنين العاديين دون تغيير سياسة الحكومة.
انتصار أردوغان الدبلوماسي في قضية خاشفجي
ولم تكن فنزويلا، كما يقول كاوفان، سوى الأحدث في سلسلة انتصارات أردوغان الذي نجح في تحويل مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، إلى نصر دبلوماسي. فخلال الأيام التي أعقبت القتل المريع لخاشقجي ، تغذى أردوغان على الإفصاح عن المعلومات الاستخبارية، وقاد الضغط العالمي على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتوضيح ما حدث بالضبط داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأضاف أن رد الفعل الخافت في بروكسل وواشنطن على مقتل خاشقجي منح أردوغان هدية أخرى. فبدلاً من التهديد بعمل قوي للرد على مقتل خاشقجي ، تعهد ترامب بالحفاظ على علاقته مع الرياض ،وقدم عددا من المزاعم الغريبة لوقف الحديث عن حظر تصدير السلاح إلى السعودية، حتى أنه ألمح إلى أن خاشقجي كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر الكاتب أن من غير المستغرب أن يتدخل الغرب بحذر في قضية خاشقجي، وذلك بعد رد الفعل العنيف من قبل السعودية ضد كندا قبل بضعة شهور،عندما تجرأ وزير خارجية كندا على انتقاد سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان.
أردوغان والوساطة بين روسيا وأوكرانيا
وتطرق الكاتب إلى انتصار دبلوماسي آخر لأردوغان، يتعلق بالتوتر الأخير بين روسيا وأوركانيا بعد استيلاء روسيا على ثلاث سفن بحرية أوكرانية واعتقال طواقمها.
وقال إن العدوان الروسي الأخير في مضيق كيرتش يقدم مثالاً آخر على الكيفية التي قدم بها التقاعس الأوروبي والأمريكي الفرصة لأردوغان على طبق من ذهب ليحقق نصرا دبلوماسيا . ففي حين اكتفى ترامب بإلغاء لقائه مع بوتين في قمة العشرين، واقتصر السياسيون الغربيون على التعبير عن القلق ، أجرى أردوغان سلسلة من المحادثات الهاتفية مع كلا الجانبين، وعرض الوساطة بينهما ، مما عزز من صورته الخاصة على حساب الغرب.
وخلص إلى أن على بروكسل وواشنطن أن تشعرا بقلق عميق من حقيقة أن أردوغان ينجح في تقديم نفسه كقائد مستعد لإدارة هذه الأزمات الدولية، وأن على الغرب بدلا من أن يغضب من حديث أردوغان أن يرفع من مستوى دبلوماسيته الخاصة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!