عمار الكاغدي - خاص ترك برس
لا بدّ أنّ الكثير الكثير قد تغيّر في تركيا منذ انطلقت عمليّة "غصن الزّيتون" قبل عامٍ إلّا قليلاً.
تغييراتٌ دفعت بالبعض للقبوع من بعيدٍ في حالة ترصّد، في محاولةٍ لتلمّس آثار أزمة اللّيرة التّركيّة الحاليّة على مستوى قرارات تركيا الكبرى أمنيّاً وعسكريّاً.
الاستحقاق الانتخابيّ التّركيّ القريب سببٌ آخر يدعم الفرَضيّة السّابقة، فالمفروض أن يكون الرّئيس أردوغان مَعنيّاً ومشغولاً الآن بتجاوز حزب العدالة والتّنمية لهذا الامتحان الصّعب.
أمّا عن علاقة الشّد والجذب بين تركيا والولايات المتّحدة فيبدو أنّها سمةٌ لزمت وستلزم العلاقات الثّنائيّة طويلاً، وقد ناءت بملفّات عالقة لطالما تمّ تأجيلها.
على الرّغم من منطقيّة التّرجيحات السّابقة ظاهريّاً، ولكنّ قليلاً من التّمحيص سيدفعك إلى تبنّي قناعةٍ مُغايرةٍ مفادها أنّ ملف التّحدّي الأمنيّ الكامن شرقيّ الفرات ما هو إلّا حلقةٌ غليظة تضيق وتصغر دونها حلقات السّلسلة آنفة الذّكر.
بمجرّد إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان اقتراب ساعة الصّفر لإطلاق العمليّة العسكريّة شرقيّ نهر الفرات، تُطوى صفحةٌ قديمة مُتخمة بتنبّؤاتٍ وإرهاصاتٍ عن مستقبلٍ أصبح الآن ماضياً، لتُفتَح صفحةٌ أخرى تستمدّ مداداها من أحداثٍ تجري على الأرض مباشرةً وتفرض واقعاً جديداً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس