سليمان أوز اشق – موقع إنترنت خبر – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده على تنفيذ عملية شرق الفرات، أقدمت الولايات المتحدة على أربع حملات.
1- قطع مجلس الشيوخ الأمريكي الدعم عن السعودية في اليمن، وكانت تركيا تعرب في كل المحافل عن انزعاجها من هذا الدعم.
2- أقر مجلس الشيوخ، الذي لم يتحدث أبدًا عن مسلمي أراكان حتى اليوم، بوقوع إبادة ضد الروهينغيا، والكل يعرف جهود تركيا بشأن مسلمي أراكان.
3- أعلن مجلس النواب ولي العهد السعودي متهمًا رئيسيًّا بجريمة قتل خاشقجي، رغم أنف ترامب، وهو ما يتوافق مع موقف تركيا.
4- الحملة الأهم، مسؤولون أمريكيون وجهوا رسالة تهديد إلى المعارضة العسكرية والسياسية السورية تحذرها من المشاركة في العملية المرتقبة لتركيا في شرق الفرات.
هل هي مصادفة مجيء الحملات الثلاث بشأن اليمن وأراكان وولي العهد السعودي عقب إعلان تركيا عن العملية؟
برأيي، لا.
الرسالة واضحة من الحملات الثلاث، يقول المسؤولون الأمريكيون: "نحن حليفان، يمكننا معًا حل المشاكل التي تزعجكم". وجاءت للحيلولة دون تنفيذ تركيا عملية شرق الفرات.
الاحتمال كبير بأن واشنطن كانت تنتظر خفض تركيا التوتر وعودتها إلى المباحثات، لكن ذلك لم يحدث..
من خلال تنفيذ غارة جوية على شمال العراق، أظهرت تركيا إصرارها على العملية، وأنها لن تتراجع.
جاءت الحملة الرابعة بتهديد الجيش السوري الحر، بعد رسالة تركيا حول عزمها تنفيذ العملية.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن "مشاركة الائتلاف السوري أو الجيش الحر بأي شكل في العملية تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها".
وأضاف المسؤولون أن قوات بلادهم ومايسمى "قوات سوريا الديمقراطية" متداخلة مع بعضها، لذلك لا يمكن مهاجمة الثانية دون استهداف قوات التحالف والقوات الأمريكية والاشتباك معهما".
ودونما خجل، حذرت الرسالة المعارضة السورية من عواقب المشاركة في العملية التركية المرتقبة، بالقول "حينما ترقص الفيلة عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة".
يبدو أن الولايات المتحدة تريد توجيه رسالة غير مباشرة إلى تركيا كي تتراجع عن عملية شرق الفرات، بعد أن رأت فشل الحملات الثلاث بتحقيق النتيجة المطلوبة.
ما على تركيا القيام به هنا هو خطوتان:
إما أن تقول "قواتنا متداخلة مع الجيش السوري الحر، وإذا هاجمتموه ستجدوننا بالمرصاد".
أو أن تمنح عناصر الجيش الحر جنسيتها المؤقتة، وتقول "هؤلاء مواطني وجنودي. والهجوم عليهم هجوم على تركيا"، وبذلك نقطع الطريق على واشنطن.
لن تخاطر الولايات المتحدة بدخول حرب مع تركيا، ولا مع الجيش الحر وحده، لأنها تعلم أنها إذا فعلت فستجد تركيا بمواجهتها.
الشيء الوحيد الذي يمكن لواشنطن فعله، سبق لها أن جربته، وهو الهجوم الاقتصادي.
رغم أنها ألحقت الضرر بتركيا من خلال هذا الهجوم إلا أن واشنطن لم تحقيق النتيجة المأمولة، ولا أعتقد أنها ستجرب مرة أخرى.
إذا أصرت تركيا على موقفها لن يكون أمام الولايات المتحدة سوى الانسحاب من شرق الفرات، وحتى من الشرق الأوسط.
طبعًا إن لم نتراجع نحن عن عزمنا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس