كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
من الواضح أن استعداد تركيا لعملية ضد شرق الفرات دفع الولايات المتحدة للبحث عن حلول جديدة. أهم أهداف واشنطن هو الحيلولة دون تنفيذ أنقرة عملية عسكرية في شرق الفرات.
الهدف الثاني هو قطع الطريق أمام وجود تركي دائم في شرق الفرات. ولتحقيق الهدفين تعمل على خطة عمادها ما يسمى "البيشمركة السورية".
ما يؤكد فكرتنا هذه قيام واشنطن بسحب قواتها من نقاط المراقبة الست التي أسستها من أجل حماية تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي.
الأنباء الواردة من الميدان تشير إلى أنه بينما تسحب واشنطن قواتها، تدرس من جهة أخرى خطة تجعل العملية العسكرية التركية في شرق الفرات "مؤقتة".
ذكر موقع مقرب من بارزاني أن قوات بيشمركة قوامها 8 آلاف عنصر تابعة للمجلس الوطني الكردي السوري ستتجه إلى شرق الفرات، وهذا ما يمكن قراءته على أنه حملة جديدة لواشنطن.
ما يؤكد هذا التطور لقاء الممثل الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري مع قادة المجلس الوطني الكردي السوري، الأسبوع الماضي. طلب جيفري من القادة العودة إلى بلادهم من شمال العراق.
ونقل القادة إلى جيفري في اللقاء مخاوفهم أن وحدات حماية الشعب تحول دون عودتهم، ومن المحتمل أن الممثل الأمريكي بدد هذه المخاوف، وما يعزز الاحتمال عدم تكذيب خبر توجيه البيشمركة إلى شرق الفرات.
هناك سببان لسعي الولايات المتحدة إلى إرسال البيشمركة إلى الحدود التركية. الأول هو إضعاف طرح تركيا القائل إن هدف "العملية هو مكافحة الإرهاب"، والثاني هو تقديم ضمانة لأنقرة، وبالتالي جعل العملية ضد شرق الفرات محدودة والحيلولة دون وجود تركي دائم في المنطقة.
لا ترحب أنقرة بإرسال بيشمركة إلى شرق الفرات، والولايات المتحدة تعمل على إفقادها التركيز، فضلًا عن إظهار تركيا بمظهر من ينفذ "عملية ضد الأكراد"، من خلال جعل البيشمركة درعًا لوحدات حماية الشعب.
من غير الممكن أن تقبل أنقرة عملية تهدف إلى حماية وحدات الحماية وليس إلى تصفيتها.
بدأ العد التنازلي من أجل عملية شرق الفرات. خلال هذه المدة المحدودة ستبذل واشنطن كل المحاولات وتقدم على كافة الخطوات من أجل تقييد تحركات أنقرة ووقفها.
ينبغي اعتبار سعي واشنطن لجعل البيشمركة درعًا بشريًّا بين تركيا ووحدات الحماية، خطوة من هذه الخطوات. هذه الخطة التي تعمل عليها بمثابة جس نبض حاليًّا، في مسعى لتقييم رد فعل أنقرة.
لكن تركيا أصبحت تملك الخبرة والتجربة لمجابهة هذه الألاعيب الأمريكية. ينبغي على أنقرة التحرك مباشرة إلى شرق الفرات وفق مخططاتها دون أن تفقد التركيز. من الآن فصاعدًا لن يكون هناك مكان لأي تطور لا ترغب به أنقرة في شرق الفرات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس