ترك برس
ناقش محللون خلال برنامج على قناة الجزيرة القطرية أسباب رفض حلفاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وتأثيرات هذا القرار على مختلف الأطراف المعنية بالساحة السورية.
وحسب تقرير للجزيرة، أثار قرار ترامب المفاجئ سحب قواته من سوريا، موجة رفض واسعة بين حلفائه بالعالم ومنطقة الشرق الأوسط، وكذلك بين أعضاء إدارته الذين علموا بالقرار من تغريدة له على تويتر.
وقد انقسمت الآراء بشأن القرار بين من اعتبره خيانة لحلفاء أميركا، وبين اعتبره خطوة غير مدروسة.
كبير الباحثين في مركز المجلس الأطلسي هارلن أولمان، قال إن ترامب لم يستشر أي أحد في قراره، وأنه اجتمع مساء الثلاثاء بوزير خارجيته ودفاعه، كما أنه اتصل بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، قبل أن يعلن قراره بتغريدة.
وأشار أولمان إلى أن الجميع ينتظر أن يسمع من ترامب تبريرات للقرار، موضحا أنه في تغريداته برر القرار فقط بوعود أطلقها خلال حملته الانتخابية.
وعبّر أولمان عن قناعته بأن ترامب اختار هذا القرار بهذا الوقت لأنه يريد أن يبعد اهتمام وسائل الإعلام عن تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر ضده، التي شملت لغاية الآن مقربين منه.
كما تساءل الباحث الأميركي ما إذا جاء القرار بناء على صفقات سرية عقدها ترامب مع بوتين أو أردوغان.
من جهته لم ينكر الكاتب والصحفي الروسي يفغيني سيدروف أن روسيا مستفيدة من سحب أميركا لقواتها من سوريا، وأنها أصبح لها مطلق الحرية للتحرك بالأراضي السورية، ولم تعد روسيا تخشى حدوث صدام مع القوات الأميركية، "وهو أمر كان يثير قلق واشنطن أيضا والعديد من الدول، وكان يهدد بتوسيع الحرب خارج الأراضي السورية".
ورغم ما يحققه الانسحاب الأميركي من سوريا من بسط سيطرة روسيا هناك، فإن يفغيني رأى أن روسيا في الوضع الجديد أمام تحديات مختلفة، "فسيكون مطلوبا منها لعب دور الوسيط بين الأكراد وتركيا التي تستعد لعملية عسكرية ضد الأكراد شمالي سوريا، كما أن موسكو ستلعب دور وسيط بين الأكراد والنظام السوري بدمشق".
وانتهي الكاتب الروسي إلى أن "روسيا ستكون مسؤولة عن الملف السوري بشكل كامل، وهذا لم يكن يتأتى بوجود القوات الأميركية".
ورأى أن الانسحاب الأميركي سوف يمهد الطريق لعمل سياسي ينتهي بجلب السلام لسوريا، وبرر عدم اتخاذ موسكو قرارا مماثلا بسحب قواتها بأن مهمتها لم تنته بعد بالكامل رغم كل الإنجازات التي حققتها.
من جانبه رفض أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سيدات أبيار القول إن تركيا تعد لمواجهة الأكراد، وأكد أن بلاده تستعد لمهاجمة حزب العمال الكردستاني وكافة المنظمات الإرهابية بالمنطقة منها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وتحدث أبيار عن علاقات وقنوات اتصال تاريخية بين واشنطن وأنقرة ومصالح كبيرة تربط البلدين، وأن تركيا عبرت مرارا للولايات المتحدة عن خيبتها لوجود القوات الأميركية شمالي سوريا ودعم الحزب العمال الكردستاني بالأسلحة بهدف محاربة تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن واشنطن اقتنعت بأن تركيا قادرة على القيام بمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية بسوريا، لذلك اختارت الرحيل بقواتها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!