هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

هل تهدأ الأوضاع في شمال سوريا لفترة ما؟

ربما!

هذا ما ستحدده الحملات التي ستقدم عليها تركيا وروسيا نوعًا ما.

لكن الصفيح في شرق المتوسط سيواصل سخونته.

لا داعي للعب على الألفاظ..

أتحدث هنا عن شأن يعنينا بشكل مباشر.

ربما نستيقظ ذات صباح على أنباء إنزالنا قوات عسكرية في جزيرة كاستيلوريزو (متنازع عليها بين تركيا واليونان).

لا أتحدث عن شائعات. بحلّة جديدة تظهر أمامنا مشكلة الجزر التي تعاملنا مع بمنطق التسويف والتأجيل، وأهملناها بعد الحرب العالمية الثانية. 

قد تأتي بسرعة تلك الأيام التي نضطر فيها للرد على هذه التهديدات بتدخلات واضحة.

وهناك أيضًا الجانب الآخر من المسألة بطبيعة الحال..

أصررنا على عدم حمل المسألة على محمل الجد، لكن ذات صباح، سنرى مصر التي زودت جيشها بأسلحة ثقيلة في الآونة الأخيرة، تبني لنفسها قاعدة عسكرية في قبرص. 

هل هذا ممكن؟ بالطبع!

لأن "البعض" يلح في تحريض اليونان ومصر على تركيا.

***

هل تتساءلون عم أتحدث؟

سأبدأ بهذا الخبر..

زار وزير الدفاع اليوناني كامنينوس جزيرة كاستيلوريزو ومن هناك وجه رسالة تهنئة بمناسبة عيد الميلاد قال فيها: 

"مهمتنا هي حماية السيادة على مياهنا الإقليمية". وبعد هذا التصريح أعلن أن اليونان سوف تعلن في وقت قريب جزيرة كاستيلوريزو منطقة اقتصادية خاصة.

فإذا حدث ذلك، سيكون بإمكان الشراكة المكونة من اليونان وإسرائيل وقبرص الجنوبية ومصر، التنقيب عن النفط والغاز قرب ساحل "كاش" التركي. 

أما خطة هذه البلدان الأربعة فهي نقل الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا العالم القادم عبر مسار غير قانوني. 

تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قبل يومين كان بهذا الخصوص. أكار قال: "لن نسمح بفرض أمر واقع في شرق المتوسط وقبرص وإيجة". 

بمعنى أن العالم أصبح في حال لا يمكن التراخي فيه. 

يجب أن نكون على أهبة الاستعداد دائمًا.

***

لدي ملاحظة بخصوص الانسحاب الأمريكي من سوريا.

الأولى، لن تنسحب الولايات المتحدة.

قد تغير مواقعها أو خططها أو تحالفاتها. 

القوى المناهضة للهيمنة الأمريكية ليست بتلك القوة القادرة على إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح