كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
قامت مجموعة من أعضاء حزب الشعب الجمهوري يترأسها نائب رئيس الحزب "سيزغن تانريكولو"، بزيارة "هدايت كاراجا" رئيس مجموعة سمان يولو للإعلام التابعة لجماعة غولن في سجن سيلفري، وزاروا أيضا السجين "يعقوب صايقيلي" أحد أهم رؤساء أقسام الشرطة المتهمين بالانتماء للتنظيم الموازي ومحاولة الانقلاب.
هذه الزيارة تحمل دلالات هامة جدا للنقطة التي وصل إليها حزب الشعب الجمهوري، فهذه الزيارة التي ترأسها نائب كيليتشدار أوغلو، تدل على أنّ هذه المجموعة تشكل شعارات حزب الشعب الجمهوري "الجديد"، حيث أصبحوا قريبين لتحويله إلى شعبة لخدمة سياسة جماعة غولن، فالأسماء التي زاروها هي الأكثر خطورة في قضية مؤامرة التنظيم الموازي، الأول منهم كان يترأس مؤامرة "التحشيلار"، والثاني تنصت على كبار رجالات الدولة وعلى رأسهم اردوغان، والذي اعترف بمشاركته الفاعلة في محاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية.
لكن ماذا يفكر أعضاء حزب الشعب الجمهوري "القدامى" تجاه هذا المشهد؟ فالأعضاء الجدد حولوا الحزب لشعبة استخبارات من أجل تحقيق الانتصار على عدوهم اردوغان، لكن ألا يرى هؤلاء أنّ حزبهم لم يتجدد؟ ألم يعلموا أنّ جماعة غولن ما هي إلا امتداد للغلاديو؟ وأنّ هدف الجماعة هو السيطرة على حزبهم؟ متى سيفهمون اللعبة؟ وينقذون أنفسهم من الفخ؟
* * *
كيف يختار حزب الشعب الجمهوري أنْ يكون الحزب امتداد استخباراتي لخدمة جماعة غولن؟ ربما هناك من ينسب ذلك إلى طبيعة وعادات حزب الشعب الجمهوري، "فهم كانوا بالأمس إلى جانب الانقلابيين، ولا غرابة أنْ يقفوا اليوم مع شرطة ومسئولين حاولوا الانقلاب".
لكن أنا لا اعتقد أنّ مردّ ذلك لمجرد ثقافة وعادة سياسية اعتاد عليها حزب الشعب الجمهوري، فلو أنّ كيليتشدار أوغلو لم يُحكم سيطرته على حزب الشعب الجمهوري مجددا، لما كان الحزب اليوم ذراعا وجنبا إلى جنب مع الانقلابيين.
بدأت عملية السيطرة على حزب الشعب الجمهوري من خلال مؤامرة التسجيلات التي خرجت ضد بايكال، ثم وبعد أحداث 17-25 ديسمبر، أصبح الحزب تحت إمرة التنظيم الموازي، وبدأ إعلام الجماعة والحزب بنفس الوقت محاولة الإيقاع بين اردوغان وبين المحافظين، وحاولوا زيادة التوتر السياسي بين الأطراف، وزيادة حدة الاستقطاب.
لم يستطع أحد من حزب الشعب الجمهوري الوقوف في وجه التنظيم الموازي، حتى أولائك الذين أدركوا محاولة الجماعة السيطرة على الحزب بصورة مبكرة، بسبب خوفهم من ردة فعل التنظيم الموازي لما يملكه من أدوات ونفوذ داخل الدولة، ولهذا فقدوا شخصيتهم وحزبهم لأنهم لم يستطيعوا الوقوف بثبات أمام التنظيم الموازي.
يأتي على رأس هؤلاء المستسلمين للأسف بايكال، الذي فقد مقعده ومنافسته على رئاسة الحزب، إلا أنه ما يزال يعتقد أنّ بإمكانه إعادة هيبته ومكانته والمنافسة مجددا على رئاسة الحزب، لذا يسعى دائما إلى توجيه رسائل مبطنة للتنظيم الموازي مثل الحديث المتكرر عن رئاسة الحزب ومشاكلها. ألا يعلم بايكال أنّ من سحبه من مقعده، وكان سببا لما حصل له، هو التنظيم الموازي؟
* * *
باختصار، تصرفات جميع الأشكال والأطياف الممثلة لحزب الشعب الجمهوري، سواء من القوميين أو من الكماليين يتبعون نفس المنهج، فهم يعترضون من جهة إلى حزمة قوانين الأمن الداخلي، ويتهمون الدولة بمحاولة حماية الشرطة، ومن جهة أخرى يزورون شرطيا متهما بمحاولة انقلاب على الحكومة ليقدموا له الدعم النفسي والمعنوي!
يحاربون باسم حزب الشعب الجمهوري، لكنها ليست حربهم، فعندما يحاربون من أجل حزبهم، ويتخلصون من الوصاية عليه، سيصبحون حزبا معارضا بحق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس