سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
يزور تركيا الأسبوع الحالي وفد من واشنطن يرأسه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون.
ولأنه لا توجد استراتيجية دولة جديدة متفق عليها في الولايات المتحدة فإن السلوك الشخصي لرئيسي الوفدين التركي والأمريكي سيلعب دورًا محوريًّا في المباحثات.
لهذا من الضروري التذكير مرة أخرى بمن هو جون بولتون، وماذا يعني بالنسبة لواشنطن.
هناك مركز قوة في واشنطن ليس من ضمن المؤسسات الرسمية، لكنه قد يكون الأكثر فعالية، واسمه مؤسسة تطوير الديمقراطيات (Foundation for the Development of Democracies). مقر المؤسسة قريب جدًّا من البيت الأبيض.
مؤسسة تطوير الديمقراطيات هي منظمة تعنى بالعلاقات مع المحافظين الجدد والأوساط الإنجيلية، وتدافع عن سياسات التحالف بين الجانبين المذكورين.
تعمل المؤسسة بتعاون وثيق مع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أيضًا ينتمي إلى أوساط المؤسسة المذكورة.
أقدمت المؤسسة نفسها، بدعم من جون بولتون وطلب من إسرائيل والسعودبة، على مبادرة من أجل إعلان حركة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا.
أعدت المؤسسة مشروع قرار في هذا الخصوص، لكن القائمين عليها ينتظرون الوقت المناسب من أجل تقديمه إلى الكونغرس.
كما أن جون بولتون أدلى بتصريحات مناهضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عام 2018 باستمرار.
نظرته إلى سوريا مبنية على إضعاف نفوذ إيران من أجل تحقيق أمن إسرائيل، والحيلولة دون فتح ممر شيعي من العراق إلى البحر المتوسط.
من المؤكد أن بولتون سيبقي الملف الإيراني على طاولة المباحثات باستمرار عندما يأتي إلى تركيا.
وهناك من يقول في واشنطن إن بولتون أعد خططًا من أجل الإيقاع بين تركيا وإيران عقب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
قد يكون بولتون شخصًا لا يحفل بالسلوكيات الدبلوماسية، غير أن من المؤكد تمتعه بذكاء حاد. عندما انتخب ترامب رئيسًا كان يفكر بتعيينه وزيرًا للخارجية إلا أنه تراجع لاحقًا.
بولتون هو أكثر المدافعين عن السياسات المتشددة ضمن الإدارة الأمريكية. ويتمتع بمكانة هامة في واشنطن لكونه يدير مجلس الأمن القومي.
لهذا فإن الزيارة التي يترأسها بولتون شديدة الأهمية من ناحية مستقبل العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
سيكون من الضروري أن يتمتع المسؤولون الأتراك الذين سيتباحثون مع بولتون بأعصاب هادئة، ويتحلوا بضبط النفس. لأن تصرفات وأقوال بولتون قد تثير الأعصاب. وقد يسعى بولتون لتجيير ذلك لصالحه.
لا أعتقد أن هذه الزيارة ستسفر عن خطوات ملموسة من الناحية السياسية، لكن يمكننا أن نجعل بولتون يفهمنا بشكل أفضل. وهذا قد يكون تطورًا جيدًّا على صعيد مستقبل علاقات البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس