سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
بحسب التصريحات الرسمية، كانت قمة الرئيسين التركي رجب طيب أرودغان والروسي فلاديمير بوتين الأخيرة في موسكو "بناءة ومفيدة".
أظهر الحوار بين الزعيمين إلى أي مدى يمكن أن تصل العلاقات التركية الروسية خلال وقت قصير. ففي كل لقاء تتقدم العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية خطوات أكثر.
لا شك أن هذا التقارب يرجع بنسبة كبيرة إلى جهود أردوغان وبوتين، علاوة على تناغم شخصيتيهما ومزاجيهما.
وجهات نظر متقاربة
سوريا كانت المحور الرئيسي للقمة الأخيرة. تأسس تقارب استراتيجي في هذا الملف بين البلدين عقب إطلاق مسار أستانة. اتفق الزعيمان خلال لقائهما الأخير على بعض النقاط الرئيسية (الحل السلمي، وحدة التراب، مكافحة الإرهاب).
لكن هذا لا يعني أن جميع القضايا والتفاصيل التي توليها أنقرة أهمية تحظى بدعم تام من روسيا، كوضع وحدات حماية الشعب في شرق الفرات على سبيل المثال.
هذا ما اتضح بجلاء من خلال بعض عبارات بوتين في المؤتمر الصحفي المشترك، علاوة على تصريحات وزير خارجيته سيرغي لافروف وبعض المسؤولين الروس.
مواقف مختلفة
ركز بوتين في تصريحاته على الوضع في إدلب خصوصًا، وبعث رسائل مفادها أن أولوية بلاده هي وقف ما أسماه الأنشطة الإرهابية في تلك المنطقة.
بمعنى أن الكرملين حاليًّا أولويته أنشطة العناصر "الراديكالية" في إدلب، التي يعتبرها تهديدًا لوجوده في سوريا، وليس التهديد الإرهابي في شرق الفرات، الذي تعتبره تركيا أولوية فوق كل شيء.
بموجب الاتفاق مع روسيا في سبتمبر الماضي، تشرف أنقرة وموسكو على "وقف التصعيد" في إدلب. بذلت تركيا الكثير من الجهود من جل إبقاء العناصر "الراديكالية" خارج المعادلة، وهذا ما يقر به بوتين أيضًا.
لكن عدم التوصل إلى النتيجة المأمولة، واستمرار أنشطة "الراديكاليين" يزعج روسيا كثيرًا. هذه مهمة صعبة جدًّا لكن تركيا تبذل ما في وسعها.
نقطة أخرى ملفتة في تصريحات بوتين، وهي أنه لا يعارض فكرة المنطقة الآمنة في شرق الفرات، إلا أنه يصر على تسليمها لنظام الأسد.
هذا ما ردده في الآونة الأخيرة لافروف أيضًا. بمعنى أن روسيا تعارض سيطرة تركيا بمفردها على المنطقة.
الزعيم الروسي أدلى بتصريح هام آخر، حول مساعي بلاده لتحقيق مصالحة بين المجموعات الكردية والنظام السوري. هذا ما يوضح الموقف الروسي من وحدات حماية الشعب، وهو ما لا يروق لأنقرة.
في الواقع، عند إلقاء نظرة شاملة على الموضوع، تقيم تركيا وروسيا تعاونًا فيما بينهما من خلال وجهات نظر مشتركة. أما الخلافات المذكورة، فهي لا تشكل عائقًا أو أن الطرفين يعملان على منع ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس