برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
دخلنا مرحلة تتسابق فيها الخطط المختلفة بخصوص "المنطقة الآمنة" في شرق الفرات. تجري أنقرة مفاوضات في هذا الخصوص مع كل من واشنطن وموسكو.
يعمل المسؤولون الأمريكيون على مقترحات بخصوص المنطقة الآمنة بعمق 32 كم، التي تحدث عنها ترامب، ومن المحتمل أن أول المقترحات حمله مبعوث واشنطن إلى سوريا جيمس جيفري، الذي زار أنقرة أمس الأول.
ومن المرجح أن يتضمن مقترح إدارة ترامب، التي أعلنت أنها ستواصل التحكم بالمجال الجوي، تغييرًا في عمق المنطقة، فضلًا عن صيغة تحافظ على الوجود الأمريكي في سوريا.
لأن حماية وحدات حماية الشعب، وطمأنة مخاوف تركيا الأمنية مسألة شائكة. تقول أنقرة إن بإمكانها بمفردها تأسيس منطقة خالية من الإرهاب. وترفض صيغًا مشابهة لشمال العراق، لكنها منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
***
اقتراح موسكو جاء خلال قمة أردوغان- بوتين الأخيرة، حيث قال الرئيس الروسي إن اتفاق أضنة الموقع عام 1998 ما يزال ساريًا. واقترح تفعيل الاتفاق من أجل حماية أمن حدود تركيا ومكافحة الإرهاب.
بدوره، أشار أردوغان إلى أنه سيدرس المقترح، وقال: "كان هدف (الاتفاق) تسليمنا المنظمة الإرهابية الانفصالية (بي كي كي). بعد زيارة الأمس ومباحثاتي مع السيد بوتين، ندرك بشكل أفضل ضرورة الحديث عن اتفاق أضنة مجددًا، والتركيز عليه بإصرار".
يريد بوتين أن تعمل تركيا مع النظام السوري، وأن يستلم النظام المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، بعد انسحاب الولايات المتحدة.
ولا يهمل بوتين توجيه رسالة إلى وحدات حماية الشعب من خلال قوله: "نشجع دمشق على إقامة حوار مع الأكراد".
***
يمكننا اعتبار مناقشة اتفاق أضنة بمثابة نقطة البداية للمفاوضات الجارية مع موسكو بخصوص المنطقة الآمنة. فتصريح أردوغان "كان هدف (الاتفاق) تسليمنا المنظمة الإرهابية الانفصالية (بي كي كي)" هام جدًّا.
عاد اتفاق أضنة، الذي كان معمولًا به حتى 2011، إلى الواجهة. لم يكن الاتفاق يخص أوجلان فحسب، بل يشمل اعتبار بي كي كي تنظيمًا إرهابيًّا ومنع أنشطته ومحاكمة عناصره.
بطبيعة الحال، كان أردوغان يقصد وحدات حماية الشعب عندما قال "تسليمنا المنظمة الإرهابية الانفصالية". في هذه الحالة السؤال المطروح هو "هل سيكون لدى نظام الأسد الإرادة لمنع أنشطة وحدات حماية الشعب في شرق الفرات وتسليم عناصرها لتركيا؟".
يتوجب على موسكو أن تعلم بأن قبول عناصر وحدات حماية الشعب الانضمام لجيش الأسد، لا يزيل مخاوف أنقرة الأمنية على الحدود مع سوريا. وبهذه الطريقة لا يمكن لروسيا استلال وحدات الحماية من يد الولايات المتحدة.
ينبغي على روسيا أولًا حماية التعاون الذي تقيمه مع تركيا في سوريا، وتطوير مقترحها بشكل أكبر في ظل استمرار سيطرة الولايات المتحدة على المجال الجوي.
أما أنقرة فتدرس المقترحات المقدمة بجدية كي تظهر للعالم هذه الحقيقة التي قالها أردوغان: "همنا ليس الاحتلال في سوريا. تراب وطننا يكفينا. تركيا هي البلد الوحيد الموجود في سوريا لأهداف إنسانية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس