ترك برس
عادت الأضواء من جديد لتتركز على اتفاق أضنة الذي وقع قبل عشرين عاما بين تركيا وسوريا، وذلك بعد أن تردد خلال الاجتماع الذي عقد في موسكو الأسبوع الماضي بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.
وسلط بوتين الضوء على الاتفاق الموقّع بين أنقرة ودمشق والذي طبّع العلاقات بينهما لعقدين قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011. وقال بوتين لنظيره التركي إن هناك إمكانية لاتخاذ الاتفاق كأداة لتخفيف حدة شواغل أنقرة إزاء وجود مقاتلين شمالي سوريا (من تنظيم "ب ي د/ ي ب ك)، الأمر الذي تعتبره تركيا تهديدا وجوديا.
واعتبر محللون أن إشارة الزعيم الروسي إلى اتفاق أضنة، يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها خطوة تهدف إلى جلب أنقرة ودمشق إلى مسار التقارب بعد سنوات من العداء المرير.
وقال أويتون أورهان، منسق الدراسات السورية بمركز دراسات الشرق الأوسط الإستراتيجية "أورسام" لوكالة الأنباء الصينية شينخوا: "إن نوايا روسيا تكمن في محاولة لجلب تركيا للجلوس على مائدة المفاوضات مع دمشق ، بمعنى أن روسيا تقول إنه إذا رغبت أنقرة في تحقيق نجاح في حربها ضد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" ووحدات حماية الشعب "ي ب ك"، فينبغي أن تتواصل مع النظام السوري".
لكن المحلل التركي لفت إلى أن حقيقة قطْع أنقرة علاقاتها مع دمشق ودعمها لجماعات المعارضة بغية الإطاحة بالنظام السوري، يجعلان من الصعب إحياء الاقتراح الروسي بتفعيل اتفاق أضنة.
وأشار أورهان إلى أن "تركيا ليست مستعدة لاستئناف العلاقات مع النظام السوري، نظرا لمشاركة هذه الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي في عمليات حفظ السلام العسكرية والإدارية في محافظة إدلب ومنطقة عفرين شمالي سوريا بدعم مباشر من الجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري."
وأضاف أورهان قائلا: "أعتقد أن تركيا ستكون أكثر اهتماما بالفكرة الأمريكية المتعلقة بإنشاء منطقة عازلة، والتي تحتاجها أنقرة لفرض السيطرة."
بدوره قال دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الصينية، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إن هدف بوتين يكمن في تشجيع تركيا على فتح حوار مع النظام السوري وخلق آلية في الوقت المناسب يمكن أن يعمل الجانبان معا من خلالها".
وأضاف الدبلوماسي نفسه أن "ما تريده موسكو فعلا هو أن تفرض قوات النظام السوري سيطرتها على المناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب "ي ب ك" في أعقاب الخروج الأمريكي، من أجل مواجهة الفكرة الأمريكية بإنشاء منطقة آمنة تحت سيطرة تركية".
ولكن المحلل التركي أويتون أورهان رفض حجة الدبلوماسي الغربي قائلا إن "تركيا ستواصل العمل مع الولايات المتحدة وتصرّ على إقامة منطقة آمنة، وهي خطوة لا تدعمها روسيا لكنها غير قادرة على منعها".
واختتم أورهان حديثه بالقول: "في النهاية، فإن الجانبين الروسي والأمريكي يبحثان عن طريق وسط؛ فهما لا يرغبان في خسارة تركيا، لكن من ناحية أخرى، لا يرغبان أيضا في التخلي عن وحدات حماية الشعب"، متوقعا استمرار المناقشات حيال الوضع في شمال سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!