ترك برس
تتباين التقارير حول المصير الذي ينتظر محافظة إدلب السورية المتاخمة للحدود التركية، والتي تعد آخر معاقل المعارضة المسلحة، في ظل المباحثات التي تجريها أنقرة مع موسكو وطهران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة تهديدات النظام السوري وحلفائه بشن هجوم واسع لإخضاع إدلب التي يسيطر على معظمها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) المصنفة إرهابياً.
ورأى تقرير بصحيفة العربي الجديد أن تركيا تبدو ساعية لترتيب أوراق المنطقة عبر حلول سياسية تجنّب شمال غربي سوريا العمل العسكري الذي دخل الروس طرفاً في التلويح به.
وكشف غانم الخليل، عضو الهيئة السياسية في إدلب، وهي هيئة سياسية تأسست في محافظة إدلب عام 2016 من قبل فعاليات مدنية وناشطين، أن الشهر المقبل "سيكون حاسماً داخلياً".
وحسب العربي الجديد، قال الخليل إنه "سيتم تشكيل حكومة مركزية موسعة لكل الشمال السوري مع قيادة عسكرية موحدة وحل ملف المسلحين المهاجرين".
وأشار إلى أن هناك توافقاً تركياً غربياً بشأن مصير إدلب، مضيفاً: "لن يسمحوا بأي عملية عسكرية. وأعتقد أن الأمور تتجه نحو الاستقرار".
ولكن المحلل العسكري مصطفى البكور رأى أن مصير إدلب "يخضع للتجاذبات الدولية"، مضيفاً: "سيكون لتركيا الدور الأبرز من خلال محاولتها إيجاد توازن بعلاقاتها مع روسيا والولايات المتحدة، فعلاقتها (تركيا) مع روسيا تبغي منها تحقيق مصلحتها في الشمال السوري المحرر، وعلاقتها مع أميركا تريد منها تحقيق مصلحتها في إقامة المنطقة الآمنة".
وبالنسبة لإدلب، قال البكور إن "الأمور ذاهبة باتجاه ما ترغب فيه تركيا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الروس والنظام وإيران لا يلتزمون بعهودهم، وبالتالي لا يمكن استبعاد فرضية العمل على استعادة السيطرة على إدلب من قبل الروس والنظام والإيرانيين بالقوة العسكرية في حال كانت الظروف مناسبة لهم".
وتعوّل المعارضة السورية على موقف تركي صارم يمنع قوات النظام من مهاجمة منطقة تضم نحو 4 ملايين مدني، ما سيتسبّب في خلق أزمات كبرى لهم.
وفي هذا الصدد، رأى القيادي في الجيش السوري الحر العقيد فاتح حسون، أنه "وفق التجاذبات الدولية غير المسبوقة، والتسابق على ترسيخ مصالح الدول الفاعلة في الملف السوري، والحشود التي يقوم بها النظام ومن ورائه روسيا في المنطقة، تتعزز مخاوف المدنيين القاطنين في منطقة إدلب وحولها".
وأضاف: "من المؤكد أن وجود نقاط المراقبة التركية في المنطقة سيحول دون حدوث اجتياح، أو تمادٍ بالقصف، أو شنّ عملية عسكرية واسعة، وذلك على الرغم من العقبات الكبيرة التي وضعتها هيئة تحرير الشام أمام تركيا، والتي أضعفت موقفها أمام روسيا".
وذهب حسون إلى القول إن "تركيا لن تسمح للنظام باكتساب أراضٍ جديدة، ومن ثم يجب أن نعين نحن أنفسنا ومن يقف معنا، بأن تحل هيئة تحرير الشام نفسها، وتستبعد قياداتها، وتتجه نحو الاعتدال، وتشارك في إزالة أسباب تصنيفها إرهابية، وبغير ذلك سيكون مصير المنطقة غير مطمئن".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!