هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيدلي بتصريح هام، وقال إنهم انتصروا على تنظيم داعش. بعد ذلك قال: "يتعين على بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية الحلفاء استعادة مقاتلي داعش الذين قبضنا عليهم في سوريا ومحاكمتهم. البديل ليس جيدًا وهو الاضطرار إلى إخلاء سبيلهم".
يتضح أن المسألة تتعلق بإرغام بريطانيا وفرنسا وألمانيا على استعادة مقاتلي داعش، لكن من الضروري النظر فيما وراء مسألة "الاضطرار لإخلاء سبيلهم"، وهذا ما سأفعله اعتمادًا على المعطيات المعلنة ومعلومات حصلت عليها من مصادري.
مقاتلو داعش بيد تنظيم "ي ب ك"
هناك 800 عنصر من داعش أسرى بيد قوات سوريا الديمقراطية، أي تنظيم "ي ب ك". محتجزون في أبنية يُطلق عليها سجن، وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن المقاتلين من جنسيات مختلفة.
عقب الهجمات في فرنسا عام 2015، أعلنت تقارير إعلامية أن هناك 3 آلاف مقاتل انضموا إلى داعش من أوروبا، و700 آخرون من فرنسا.
من المعروف أن تنظيم "ي ب ك" هدد الولايات المتحدة بإخلاء سبيل مقاتلي تنظيم داعش، الذين يحتجزهم، خصوصًا بعد إعلان ترامب قراره بالانسحاب من سوريا.
ترامب سأل أردوغان مرتين
لم يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن هذا الموضوع خلال المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة وتركيا ميدانيًّا، لكن بحسب معلومات حصلت عليها فإن ترامب تحدث مع أردوغان مرتين عن وضع مقاتلي داعش الـ800، خلال الاتصالات الهاتفية بينهما.
أحد مصادري قال لي: "ترامب في كل اتصال تقريبًا يسأل عن مصير مقاتلي داعش الـ800. من الواضح أن هناك من يحدث ترامب باستمرار عن مخاطر إخلاء تنظيم "ي ب ك" سبيلهم".
من جانبها، ذكرت أنقرة أن الجيش الحر يحتجز عناصر من داعش في السجون، ووجهت رسالة لواشنطن مفادها: "هناك حل داخل حدود سوريا من أجل مقاتلي داعش، المكان الذي سنضعهم فيه واضح".
لكن كان ما حدث، وأدلى ترامب بذلك التصريح الذي كان بمثابة تهديد لأوروبا، مستخدمًا أسلوب تنظيم "ي ب ك". ما أثار التساؤل في نفسي هو الناحية المتعلقة بـ "ي ب ك" من المسألة.
في بداية الأمر كان "ي ب ك" يهدد الإدارة الأمريكية بإخلاء سبيل مقاتلي داعش، والآن الولايات المتحدة تهدد أوروبا. لم يتحدث ترامب عن الحل المقدم من جانب تركيا، وإنما استخدم مباشرة عبارة "إخلاء سبيل المقاتلين".
إذا لم يكن الأوروربيون مستعدين لاستعادة مقاتلو داعش الـ800، لماذا لا يطالب ترامب حليفه الوثيق "ي ب ك" بالاستمرار في احتجاز المقاتلين في السجون؟
سنرى في الأيام القادمة كيف ستؤول الأمور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس