أوكاي غونينسين – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
ارتفعت في الآونة الأخيرة احتمالية أنْ يتم الإعلان عن قرار وتعليمات عبد الله أوجلان بترك السلاح، حتى قبل انتظار عيد النوروز، أي خلال هذا الشهر، إلا أنّ هناك أعطالا ظهرت على الطريق، وبرغم عدم معرفة تفاصيل هذه الأعطال بالتحديد، إلا أنّ الأخبار كالعادة تشير إلى أنها من تيار جبل قنديل وأصواته الأخيرة المعترضة على عدم اتخاذ الحكومة لبعض الخطوات الهامة والضرورية.
أصدر أوجلان خارطة طريق تشكل طريقا من أجل ترك السلاح، ووصلت هذه الخريطة إلى المسئولين في جبل قنديل الذين وافقوا على دعمها بالإجماع، وتم التأكيد بعد ذلك على الثقة بأوجلان بموضوع السلام، إلا أنّ التوافق في وجهات النظر بين أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطي وجبل قنديل كان موضع نقاش وتساؤل دائم، فيما إذا كانوا يختلفون ولا يُجمعون على القرارات أم لا. واليوم برغم دعم قنديل لخارطة الطريق إلى أنّ هناك من يبحث عن وجود عدم توافق وتلاؤم بين أضلاع المثلث الثلاثة.
لم تُصب توقعات حصول خلاف بين هذا الثلاثي بعد كل بيان "حاد" كان يصدره جبل قنديل، برغم محاولات البعض اللعب على هذا الوتر، فحتى بعد أحداث 6-7 اكتوبر وأحداث جزيرة ابن عمر، أصدر أوجلان تعليماته بالتوقف فورا عن تلك الاحتجاجات وهو ما انصاع إليه الجميع بدون تردد.
أصبحت "مشاغبة" جبل قنديل أمرا طبيعيا ومعتادا في ملف السلام والمصالحة الوطنية مع الأكراد، فمهما صرّح من تصريحات حادة وقوية، ومهما بدا لنا أنه يقف ضد قرارات أوجلان، إلا أنه في المحصلة كالعادة سيدعم قرارات أوجلان ولن يستطيع الخروج عليها.
أعلن أوجلان منذ بدء عملية السلام، وتحديدا في عيد النوروز عام 2013 انتهاء فترة الصراع المسلح وأعلن بداية الانسحاب، من أجل أنْ يكون الطريق الوحيد للتفاهم هو طريق الديمقراطية والسياسة.
وأبرز عنصر سليم على طريق تحقيق التفاهمات السياسية الديمقراطية هي تشكيل حزب الشعوب الديمقراطي ليدخل الانتخابات "كحزب تركي" وينافس على رئاسة الجمهورية ولاحقا على مقاعد البرلمان التركي.
واستمرارا لهذا الحراك، قرر حزب الشعوب الديمقراطي دخول انتخابات 7 حزيران القادمة كحزب وليس كمرشحين مستقلين، من أجل المنافسة لتجاوز نسبة الحسم البالغة 10%، وإذا ما نجح في ذلك فإنه سيدخل البرلمان بعدد من الأعضاء يؤهله ليكون حزبا قويا وصاحب كلمة تحت قبة البرلمان، وسيكون هذا النجاح أمر مفصليا بلا شك.
وأهم عنصر سيساعد حزب الشعوب الديمقراطي على تجاوز نسبة الحسم، هو نداء أوجلان لترك السلاح، فالتحول الإيجابي في هذا الموضوع، وجعل أمل السلام قائما وكبيرا وقريبا، سيجعل بعض الناخبين يصوتون لحزب الشعوب الديمقراطي لأنه كان سببا في تحقيق السلام وإنهاء ألم ومعاناة استمرت قرابة 30 عاما.
لهذا ستكون الانتخابات القادمة بالنسبة للسياسة الكردية انتخابات "حاسمة" وهامة جدا وحرجة في نفس الوقت، ونحن تجاوزنا العديد من التعقيدات لمشكلة عمرها 100 عام، ولصراع مسلح انطلق منذ بداية التسعينات، ولم يتبق سوى القليل القليل من هذه العُقد، وعلينا تجاوزها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس