ترك برس
تسارعت الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة تركيا في منطقة البحر المتوسط باعتبارها لاعبًا رئيسيًّا في مجال الطاقة في العام الماضي مع إطلاق أول سفينةٍ للتنقيب في البلاد، والتي بدأت العمل في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي 2018. وفي إطار عزمها توسيع عملياتها، اشترت شركةُ النفط التركية التي تديرُها الدولة "تركش بتروليوم" (TP) سفينة حفرٍ ثانية وصلت في الأسبوع الماضي إلى حوض لبناء السفن في ولاية يالوفا شمال غرب تركيا لأعمال الصيانة والتجديد.
أعلن الرئيسُ رجب طيب أردوغان، في اجتماعٍ حاشدٍ في ولاية ريزة المطلة على البحر الأسود يوم السبت 2 آذار/ مارس الجاري، أن سفينة الحفر الثانية تُدعى "يافوز". وقال اردوغان: "بعد الصيانة والتجديد ستبدأ يافوز بحفر بئرٍ في البحر المتوسط. تُعدُّ يافوز واحدةً من 16 سفينة حول العالم تقوم بالحفر العميق"، مؤكدًا على إصرار تركيا على التنقيب عن المواد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط والبحر الأسود.
بدأت سفينة الحفر الأولى "فاتح" عمليات حفر الآبار في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي 2018، قبالة ساحل ولاية أنطاليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط. ويمكن للسفينة التي يبلغ طولها 229 مترًا الحفر على عمق 12 ألفا و192 مترًا كحدٍّ أقصى. وسيصلُ عمقُ البئر الأول إلى 5 آلاف و500 متر.
من جهته، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز في الأسبوع الماضي إن من المتوقع أن يتم الكشف عن النتائج الأولية لعمليات حفر الآبار التي تقوم بها سفينة فاتح في البحر المتوسط في غضون أسبوعين.
وقد اشترت شركة توركيش بيتروليوم، سفينة الحفر يافوز من الجيل السادس، والتي تُعدُّ توأمًا لسفينة فاتح، بمبلغ 262.5 مليون دولار ويبلغ طولها 229 مترًا ووزنها 21.283 طنًّا إجماليًّا.
تقوم سفينة التنقيب التركية خير الدين بربروس بإجراء مسوحاتٍ في المنطقة منذ عام 2013 بعد توقيع اتّفاقٍ يمنح تركيا حقّ الاستكشاف لمدة 30 عامًا في عام 2011. وبدأت سفينة فاتح أيضًا عمليات حفر بئرٍ في أعماق البحر في أكتوبر عام 2018 في ألانيا، وهي مدينة في ولاية أنطاليا المتوسطية. في وقتٍ لاحق، بدأت تركيا حفر الآبار الضحلة في ولاية مرسين المطلة أيضًا على البحر الأبيض المتوسط.
وفي اجتماع الأسبوع الماضي في إسطنبول، شدّد نائب وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بايراكتار، على أن تركيا منفتحة على الشراكة مع الشركات الأجنبية التي تولي اهتمامًا لحقوق تركيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد عارضت السلطات التركية بشدّة الإجراءات الأحادية الجانب التي اتّخذتها الإدارة القبرصية اليونانية في البحر الأبيض المتوسط من أجل أنشطة الاستكشاف، متجاهلةً حقوق تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية (TRNC).
أعلنت الإدارة اليونانية في جنوب جزيرة قبرص عن إنشاء منطقةٍ اقتصاديةٍ حصريةٍ واثني عشر منطقة خصّصت لها حقوق الامتياز لشركات الطاقة الغربية مثل شل وإيني ونوبل وإكسون موبيل.
في شباط/ فبراير عام 2018، منعت تركيا أنشطة شركة إيني الإيطالية للتنقيب في المناطق المتنازع عليها من البحر الأبيض المتوسط من خلال إرسال سفنٍ عسكريةٍ قبل أن تبدأ الشركة الإيطالية عمليات الحفر في المناطق التي أعلنتها قبرص اليونانية من جانبٍ واحد. وتُعد تركيا واحدة من الدول الثلاثة الضامنة لتسوية النزاع على جزيرة شرق البحر الأبيض المتوسط، جنبًا إلى جنبٍ مع بريطانيا واليونان، منذ إنشاء جمهورية قبرص في عام 1960. وقد تمّ تقسيمُ جزيرة قبرص إلى إدراة قبرصية تركية في الشمال وإدارة قبرصية يونانية في الجنوب، منذ انقلابٍ عسكريٍّ عام 1974 أعقبه أعمال عنفٍ ضدّ الشعب التركي في الجزيرة، وتدخل تركيا كقوة ضامنة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!